الدكتور مناحي
10 / 01 / 2003, 00 : 04 AM
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter="":f7177fb971]
تسير بها الأَوائل والتَّوَالي =وترفع بيننا أسمى مثالِ
وتتَّخذ الرِّياحَ لها بساطاً =تطير به إلى رُتَب المعالي
سحائبُ من عقيدتنا، سقتْنا =بماءٍ من مبادئنا زُلالِ
ونَبْعٌ لم يزلْ ثَرّاً غنيَّاً =يغرِّد خِصْبُه فوقَ التِّلالِ
ونهرٌ لم يزلْ يجري نقيَّاً =يُسَلْسِلُ ماؤُه خَرَزَ الرِّمالِ
قوافل، ما مشتْ فيها مطايا =على رملٍ، ولا خُدِعَتْ بآلِ
ولا تخشى مواجهةَ الرَّزايا =ولا تخشى العَناءَ ولا تُبالي
رأتْ فوقَ النُّجوم الزُّهْرِ حصناً =له بابٌ من الرُّكنِ الشمالي
ومن شُرُفاته برزتْ وجوهٌ =تحدِّثنا بأسرارِ الجَمَالِ
هنالكَ حدَّثَ التاريخُ عنَّا =حديثَ حقيقةٍ مثلَ الخيالِ
وليَّ العهدِ، في بلدٍ أمينٍ =تََلأْلأُ فيه أَوسمةُ الجَلاَلِ
رأيتُكَ، والمواقفُ ناطقاتٌ =يفتِّش عن إجابتها سؤالي
رأيتُكِ في مواجهةِ القضايا =تذكِّر بالحقوقِ ولا تغالي
دعوك إلى زيارتهم، ولكنْ =رأيتَ القُدس مُوْحِشَةَ اللَّيالي
رأيتَ الحربَ دائرةً، وجيشاً =دَعَا الطفلَ الرَّضيعَ إلى النِّزالِ
فقلتَ لمن دعوكَ، أَما رأيتم =ضحايا قدسِنا في شرِّ حالِ؟!
نعم، أنا لن أزورَ بلادَ قومٍ =تُؤيِّد جَوْرَ مذمومِ الخصالِ
تَمُدُّ له اليَدَ اليُمْنَى احتفاءً =وتمنح غيرَه طَرَفَ الشِّمال
عَصَا (الفيتو) تُلوِّح في يديها =لتضربَ من ينادي باعتدالِ
وكيف تُزارُ أَرَضٌ، وهي تَحمي =ظهورَ الماردين على الضَّلالِ؟!
وتَحتضن الذين بغوا علينا = وداسونا بجيش الإحتلالِ
وكيف تُزارُ أرضٌ وهي تدري =بما نلقى، ولكنْ لا تُبالي؟!
هي الأرض التي مدَّتْ يديها =موطَّأَةً لإخوانِ السَّعالي
لها تمثالُها الموصوفُ زوراً =بأحسنِ ما يُصاغُ من المقالِ
دَعاوى لم تصدِّقْها فَعَالٌ =وما نَفْعُ الكلامِ بلا فَعَالِ؟
نعم، أَيَظنُّ (قَرْنُ الوَهمِ) أنَّا =سننسى جَوْرَ ساحات القتال؟!
ولسنا مِن دُعاةِ الحربِ، لكنْ =رأينا القُدْسَ منها في اشتعالِ
تُشَبُّ على الأَراملِ واليتامى =وتقتحم البيوتَ على العيالِ
وعينُ الغربِ تَرصُدهم، ولكنْ = بعينِ الذئِب راصدةِ الغزالِ
ترى الأشلاءَ في الأقصى، ولكنْ =كَمَن شُغلُوا بـ (أَلعاب التَّسالي)
تُراهم ما رأوا طفلاً صَريعاً =وشيخاً، ثوبُه المشقوقُ بالي؟
ولا سمعوا أَنينَ زهورِ يافا =ولا شكوى حقولِ (البرتقالِ)؟
ولا سمعوا عن الأقصى حديثاً =ينادينا إلى شَدِّ الرِّحالِ؟
نعوذ برِّبنا من شرِّ قومٍ =رأوا فِعْلَ الحرامِ من الحَلاَلِ
كأني بالجَوائح قد أغارتْ =على أهلِ التَّطاوُل والتَّعالي
أَعبدَ اللَّه شكراً ثم شكراَ =يُزَفُّ إليكَ من بلد النِّضالِ
يُزَفُّ إليكَ من طفلٍ جريحٍ =ومن حَسَراتِ رَبَّاتِ الحِجالِ
ومن شيخٍ بلا مَأْوى، يُرينا =بهيكل عَظْمِه معنى الهُزَالِ
أعَبْدَ اللَّهِ ما كلُّ المرَايا =تُرينا صورةَ الوجه المثالي
ولا كلُّ الغيومِ تُثير بَرْقاً =يحرِّك وَمْضُه شَغَفَ الجبالِ
وفي كلِّ الزُّهور شَذَاً، ولكنْ =قليلٌ من شذا الأَزهارِ غالي
هي الأمجادُ، تعرف حين تسعى =لغايتها موازينَ الرِّجالِ
وتعرف أنَّ أهلَ الحقِّ أولى =بها من كلِّ ذي جاهٍ ومالِ
عقيدُتنا تعلِّمنا وفاءً =وصِدْقَ مقالةٍ وهدوءَ بَالِ
أعبَد اللَّه ما وقفتْ خُطانا =عن السَّير الحثيثِ إلى الكمالِ
فإِنَّ رياحَنا تجري رُخاءً =تَسوقُ مواكبَ السُّحُبِ الثِّقالِ
تَزفُّ إلى أَصَالتِنا التَّحايا =مُنَضَّدَةَ الجواهرِ والَّلآلي
تَحذِّرنا من الباغي علينا =ومن أَتْباع نَهْجِ (أبي رِغالِ)
تبشِّرنا بنصر الله، إِني =لأسمعُه على شفتَيْ (بلالِ)
تقرِّبه المآذنُ وهي رَمْزٌ =عظيمٌ للتَّلاحُمِ والوِصالِ
أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى =لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ
فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ =إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ
الشاعر عبد الرحمن العشماوي
[/poet:f7177fb971]
تسير بها الأَوائل والتَّوَالي =وترفع بيننا أسمى مثالِ
وتتَّخذ الرِّياحَ لها بساطاً =تطير به إلى رُتَب المعالي
سحائبُ من عقيدتنا، سقتْنا =بماءٍ من مبادئنا زُلالِ
ونَبْعٌ لم يزلْ ثَرّاً غنيَّاً =يغرِّد خِصْبُه فوقَ التِّلالِ
ونهرٌ لم يزلْ يجري نقيَّاً =يُسَلْسِلُ ماؤُه خَرَزَ الرِّمالِ
قوافل، ما مشتْ فيها مطايا =على رملٍ، ولا خُدِعَتْ بآلِ
ولا تخشى مواجهةَ الرَّزايا =ولا تخشى العَناءَ ولا تُبالي
رأتْ فوقَ النُّجوم الزُّهْرِ حصناً =له بابٌ من الرُّكنِ الشمالي
ومن شُرُفاته برزتْ وجوهٌ =تحدِّثنا بأسرارِ الجَمَالِ
هنالكَ حدَّثَ التاريخُ عنَّا =حديثَ حقيقةٍ مثلَ الخيالِ
وليَّ العهدِ، في بلدٍ أمينٍ =تََلأْلأُ فيه أَوسمةُ الجَلاَلِ
رأيتُكَ، والمواقفُ ناطقاتٌ =يفتِّش عن إجابتها سؤالي
رأيتُكِ في مواجهةِ القضايا =تذكِّر بالحقوقِ ولا تغالي
دعوك إلى زيارتهم، ولكنْ =رأيتَ القُدس مُوْحِشَةَ اللَّيالي
رأيتَ الحربَ دائرةً، وجيشاً =دَعَا الطفلَ الرَّضيعَ إلى النِّزالِ
فقلتَ لمن دعوكَ، أَما رأيتم =ضحايا قدسِنا في شرِّ حالِ؟!
نعم، أنا لن أزورَ بلادَ قومٍ =تُؤيِّد جَوْرَ مذمومِ الخصالِ
تَمُدُّ له اليَدَ اليُمْنَى احتفاءً =وتمنح غيرَه طَرَفَ الشِّمال
عَصَا (الفيتو) تُلوِّح في يديها =لتضربَ من ينادي باعتدالِ
وكيف تُزارُ أَرَضٌ، وهي تَحمي =ظهورَ الماردين على الضَّلالِ؟!
وتَحتضن الذين بغوا علينا = وداسونا بجيش الإحتلالِ
وكيف تُزارُ أرضٌ وهي تدري =بما نلقى، ولكنْ لا تُبالي؟!
هي الأرض التي مدَّتْ يديها =موطَّأَةً لإخوانِ السَّعالي
لها تمثالُها الموصوفُ زوراً =بأحسنِ ما يُصاغُ من المقالِ
دَعاوى لم تصدِّقْها فَعَالٌ =وما نَفْعُ الكلامِ بلا فَعَالِ؟
نعم، أَيَظنُّ (قَرْنُ الوَهمِ) أنَّا =سننسى جَوْرَ ساحات القتال؟!
ولسنا مِن دُعاةِ الحربِ، لكنْ =رأينا القُدْسَ منها في اشتعالِ
تُشَبُّ على الأَراملِ واليتامى =وتقتحم البيوتَ على العيالِ
وعينُ الغربِ تَرصُدهم، ولكنْ = بعينِ الذئِب راصدةِ الغزالِ
ترى الأشلاءَ في الأقصى، ولكنْ =كَمَن شُغلُوا بـ (أَلعاب التَّسالي)
تُراهم ما رأوا طفلاً صَريعاً =وشيخاً، ثوبُه المشقوقُ بالي؟
ولا سمعوا أَنينَ زهورِ يافا =ولا شكوى حقولِ (البرتقالِ)؟
ولا سمعوا عن الأقصى حديثاً =ينادينا إلى شَدِّ الرِّحالِ؟
نعوذ برِّبنا من شرِّ قومٍ =رأوا فِعْلَ الحرامِ من الحَلاَلِ
كأني بالجَوائح قد أغارتْ =على أهلِ التَّطاوُل والتَّعالي
أَعبدَ اللَّه شكراً ثم شكراَ =يُزَفُّ إليكَ من بلد النِّضالِ
يُزَفُّ إليكَ من طفلٍ جريحٍ =ومن حَسَراتِ رَبَّاتِ الحِجالِ
ومن شيخٍ بلا مَأْوى، يُرينا =بهيكل عَظْمِه معنى الهُزَالِ
أعَبْدَ اللَّهِ ما كلُّ المرَايا =تُرينا صورةَ الوجه المثالي
ولا كلُّ الغيومِ تُثير بَرْقاً =يحرِّك وَمْضُه شَغَفَ الجبالِ
وفي كلِّ الزُّهور شَذَاً، ولكنْ =قليلٌ من شذا الأَزهارِ غالي
هي الأمجادُ، تعرف حين تسعى =لغايتها موازينَ الرِّجالِ
وتعرف أنَّ أهلَ الحقِّ أولى =بها من كلِّ ذي جاهٍ ومالِ
عقيدُتنا تعلِّمنا وفاءً =وصِدْقَ مقالةٍ وهدوءَ بَالِ
أعبَد اللَّه ما وقفتْ خُطانا =عن السَّير الحثيثِ إلى الكمالِ
فإِنَّ رياحَنا تجري رُخاءً =تَسوقُ مواكبَ السُّحُبِ الثِّقالِ
تَزفُّ إلى أَصَالتِنا التَّحايا =مُنَضَّدَةَ الجواهرِ والَّلآلي
تَحذِّرنا من الباغي علينا =ومن أَتْباع نَهْجِ (أبي رِغالِ)
تبشِّرنا بنصر الله، إِني =لأسمعُه على شفتَيْ (بلالِ)
تقرِّبه المآذنُ وهي رَمْزٌ =عظيمٌ للتَّلاحُمِ والوِصالِ
أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى =لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ
فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ =إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ
الشاعر عبد الرحمن العشماوي
[/poet:f7177fb971]