المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تناقضات قطر،، ومحاولة لعب دور أكبر حجمها.....!!!


راعي وناسة
22 / 05 / 2006, 54 : 03 PM
أخواني...
كما تعرفون ان دولة قطر تبلغ مساحتها دولة قطر (11،521) كيلومتراً مربعاً، ولا يتجاوز عدد سكانها (800) ألف نسمة، يقطن نصفهم في العاصمة الدوحة،وقد نالت استقلالها في الثالث من سبتمبر 1971م.
تحولت الأمور في دولة قطر منذ أن طرد الشيخ حمد اباه من الحكم وتسلمه مقاليده، وهو يحاول ويحاول أن يضع لبلاده مكانا أكبر من حجمها الجغرافي والدولي والاقليمي سياسيا وعسكريا وثقافيا، مخالفا بذلك العقل والمنطق.
من علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل مرورا باحتضانها أكبر قاعدة أمريكية عسكرية في الشرق الأوسط، إلى سعيها الدائم لاثارت المشاكل حلو جيرنها، وحيك الدسائس لهم.
لا أطيل عليكم...أطرح لكم مقالا جميلا يسرد بالحقائق التنقضات الحاصلة في سياسة تلك الدولة، وسعيها إلى لعب دور أكبر من حجمها الحقيقي في منطقة الشرق الاوسط.--------------------------------
["]«الدولة الانتحارية»للكاتب : مأمون فندي


هل يمكن لدولة أن تحزم نفسها بمجموعة أحزمة ناسفة لتفجر نفسها في منطقة بأكملها؟! عرفت منطقتنا أفرادا يربطون بطونهم بأحزمة ناسفة يفجرون أنفسهم ويقتلون غيرهم.. صعق بعضنا بمثل هذا السلوك، وسماه البعض مقاومة، كذلك عرفت منطقتنا حركات اصولية وجماعات انتحارية غير مسؤولة تتصرف بعشوائية تحت شعار «أنا ومن بعدي الطوفان».

في كلتا الحالتين السابقتين: الأفراد الانتحاريون، والحركات الانتحارية، يفهم المرء دوافع هذا السلوك النابع عن العدمية وعدم الاحساس بالمسؤولية. ولكن كيف لنا أن نفهم، ونحن نرى دولة تستعد لربط كل الاحزمة الناسفة، ظانة انها تفجر اعداءها، ولكنها في الحقيقة تفجر نفسها فقط.. هذا النموذج من الدول الانتحارية بدأت تظهر ملامحه في منطقتنا، وأستأذن القارئ في ان اضرب مثلاً سلوك دولة قطر، وله وحده ان يحكم ان كانت هذه الدولة مثالاً للدولة الانتحارية أم لا؟!

الدولة الانتحارية مثلها مثل الفرد الانتحاري غالباً ما تكون مليئة بالمتناقضات الداخلية التي تزين لها الانتحار على أنه عمل بطولي، فما هي متناقضات قطر التي تؤهلها الى مصاف الدولة الانتحارية؟ وما هي الاحزمة التي حزمت قطر بها نفسها لتستعد للانتحار؟!

أول التناقضات القطرية اليوم هو احتضان أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، وفي ذات الوقت احتضانها لأعلى الاصوات المناهضة للأميركان من خلال قناة «الجزيرة»..

قطر تحتضن الجنرال جون أبي زيد، ومن قبله الجنرال تومي فرانك، ومن اراضيها خرج التخطيط وكذلك الطائرات لضرب العراق، وفي ذات الوقت كانت كل برامج «الجزيرة» تذرف دموع التماسيح على الشعب العراقي وقتل العراقيين الابرياء.

فكيف تضرب دولة وشعبا من ناحية، وتبكي عليهما من ناحية اخرى؟ أم هي كما يقول المثل المصري: «إديلو كف واعدل له الطاقية»! كيف كانت تنطلق الطائرات من قطر لضرب الفلوجة، وكيف كان «المجاهد» أحمد منصور ينقل هذا القصف الأميركي «الجبان» على الابرياء؟!

«الجزيرة»، وقاعدة العديد اليوم، توأمان ملتصقان في الرأس، ولا بد من ان يأتي يوم فصلهما.

عملية كهذه لا بد أن تؤدي إلى موت واحدة منهما، إما «الجزيرة» واما العديد، ولا ادري من سينتهي أولاً، أو من يموت أولاً، أو من ينتحر أولاً.

التناقض الثاني، رأيناه في تأييد وزير خارجية قطر، والقيادة القطرية لـ«حماس» من فلسطين من خلال خطبتين في مؤتمر الديمقراطية الأخير بالدوحة.

ومن سمع خطاب حمد بن جاسم، ظن انه يسمع جمال عبد الناصر، وان قطر اليوم هي قلعة الراديكالية، في نفس الوقت نرى ان قطر على علاقة خاصة باسرائيل من خلال اللقاءات العلنية بين وزير خارجية قطر ووزير خارجية اسرائيل في نيويورك وفي باريس، ومن خلال الزيارات السرية بين الوزراء القطريين والاسرائيليين أو الزيارات العلنية لنائب وزير التعليم الاسرائيلي إلى الدوحة.

الغريب ان «الجزيرة» تغطي لنا جهاد الاخوة في قطر، وتعاطف القيادة القطرية مع القضية الفلسطينية، ولا تغطي لنا ـ ولكن تغطي علينا ـ كل ملف الزيارات الاسرائيلية القطرية، والعلاقات الاسرائيلية القطرية المتشعبة والمتشابكة.. فكما لا تقول لنا «الجزيرة» شيئاً عن قاعدة العديد، ولا تلتقي مع الجنود الأميركان في قطر، لا تقول لنا اي شيء أيضا عن المركز التجاري الاسرائيلي في قطر، أو الزيارات الكثيفة للمسؤولين الاسرائيليين للدوحة.. أو حتى أن يقول لنا وليد العمري أو السيدة جيفارا البديري انهما لمحا قطرياً واحداً في اسرائيل.

التناقض الثالث، طالما ذكرنا موضوع مؤتمر الديمقراطية، هو تناقض يخص الحاضرين لمثل هذه المؤتمرات، ففي المؤتمر الأخير وجدنا الاسلاميين الجهاديين، ووجدنا ممثلي الاخوان المسلمين، وكذلك وجدنا الليبراليين. كلهم متفاهمون في قاعات المؤتمر، ومختلفون على قناة «الجزيرة». يكرهون الأميركان على الفضائية، ويحتضنونهم على الأرض.

تناقض رابع، هو ذلك القائم ما بين لوبي الفندق، واللوبي الاسرائيلي. ففي واشنطن مثلا، هناك تمثيل قطري في لوبي الفندق، ولكن رسم السياسة يتحدث عن اللوبي الاسرائيلي.

فلقطر اليوم ما يمكن تسميته بالسفارات الموازية، أي ان السفارة هي مجرد واجهة، بينما يدير اللوبي الصهيوني كل العلاقات القطرية الأميركية، وتكاد تكون بعض مراكز الابحاث وبعض مديريها السفير الحقيقي لقطر.

لهذا ورغم تصرفات قطر على شاشة «الجزيرة»، فإن حكومة الرئيس بوش لا تستطيع ان تعاقب قطر، لأنه كما قال زميلانا، ستيفين والت وجون مارشيمر، في دراستهما الاخيرة، ان للوبي الاسرائيلي دوراً اساسياً في توجيه السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.

طبعا لو قال هذا الكلام غير هذين الرجلين الوقورين، كنا سنقول ان هذا هراء، ولكن قطر تعرف ان اللوبي يستطيع ان يحميها من غضب الادارة.

سيحافظ اللوبي الاسرائيلي على لوبي الفندق، وتبقى السفارة في العمارة، «على رأي الفيلم المصري».

تناقض خامس، هو ذلك القائم بين الذين يحجون إلى قطر في كل مؤتمراتها، واضرب على ذلك مثلا بدولة واحدة وهي مصر، فقطر اليوم تحاصر مصر من كل الجهات، وتراهن على بديل للوضع القائم، لذلك هي تحتضن القرضاوي وكل ممثلي الإخوان نجوما على شاشات «الجزيرة»، هذا فيما يخص التيار الإسلامي في مصر. هي ايضاً تحتضن الاستاذ هيكل، الممثل الشرعي للتيار القومجي في مصر، ويظهر زعماء القومجية على «الجزيرة» يومياً.

قطر ايضاً تتبنى، وحسب رأي رجل عائد لتوه من قطر، أكبر أقطاب الليبرالية في مصر وتدعمه وتعامله معاملة الرؤساء، فهو يلتقي القيادة، في ذات الوقت نجد ان صاحبنا مشتبك بمعركة في مصر مع احد رموز القومجية الغوغائية. وعندما نظرت إلى القومجي، صاحب الجريدة الممولة من قطر، وصراعه مع الليبرالي الذي يحظى برعاية خاصة في قطر، وجدت نفسي أمام معركة تمولها قطر في مصر، معركة الليبرالي والقومجي، وكليهما مربوط بقطر كما ترتبط قناة «الجزيرة» بقاعدة العديد.

الأهم من هذا: هل تريد قطر من خلال تبنيها لثلاثة تيارات في مصر، ان تهز النظام المصري؟! لو اهتز النظام في مصر، ترى ماذا يبقى للعرب من عمق استراتيجي، وهل يعرف حواريو قطر في مصر انهم يرقصون رقصة الموت مع دولة انتحارية؟!

تبني خلخلة النظام في مصر ليس سلوكاً قطرياً منفرداً، ولكنَّ هناك تبنياً لأصوات تريد ان تهز النظام في دولة جارة كبرى، فهل يعني اهتزاز النظام في دولة خليجية كبرى استقراراً لقطر، ام ان قطر تنتحر تدريجياً؟.

عندما سألت أحد الكويتيين العقلاء عن سلوك قطر في الخليج اليوم، قال: ربما سلوكها يشبه سلوكنا قبل غزو صدام للكويت، لكننا عقلنا بعد الغزو.

قلت له: وهل تحتاج قطر إلى غزو كي تتعلم الدرس؟! قال: ظني ان قطر تنتحر وكلنا يصفق لها على شاشات «الجزيرة» وهي تتجه نحو جهنم.

تناقض أخير، أقوله للمدافعين عن قطر اليوم على انها قلعة الانفتاح، خصوصاً الأميركان منهم، ألم تعرفوا بموضوع نزع الجنسية القطرية عن أبناء قبيلة آل مرة وطردهم من البلد وإبعادهم الى دول مجاورة.

أو ليس في قطر، ولو فرد واحد، يعترض على سياسة قطر اليوم، ام ان قطر دولة من الملائكة، أو مفرغة من البشر. عندما قلت هذا لصديقي العائد من قطر، اعترض قائلاً: «لا في المؤتمر الاخير في الدوحة قام قطري وقال للشيخ حمد انه ممنوع من الكتابة»، حمدت الله على اننا اخيراً وجدنا معارضاً واحداً من قطر.

تناقضات قطر هذه أشبه بالتناقضات التي يكتشفها المحللون النفسيون في شخصية الانتحاري الفرد، فهل للدولة الرئيسة في المنطقة أن تنصح قطر بفك الأحزمة الناسفة وتجنب سياسة الانتحار؟ هذا ما نتمناه.
-----------------------------------------
تحياتي لكم...