أبو ياسر
07 / 05 / 2006, 42 : 03 PM
يروى أن ثلاثة من السباع اتفقت على الاصطياد ومن ثم الاقتسام، مرة سحابة اليوم و اصطاد كل منهم صيداً، فقدم الثعلب أرنبةً و الذئب ماعزاً و الأسد غزالاً و وضعت بين يدي حاكم الغابة الأسد، فقال الأسد : من يقسمها بيننا. قال الذئب : أنا يا سيد الغابة أما الأرنبة فاللثعلب و الماعز لي و الغزالة لك ، فما كان من الأسد إلا أن زئر من الغيظ و ضرب الذئب فخلع رأسه ، ثم التفت إلى الثعلب و قال اقسمها يا بن آوى فقال الثعلب: أما الأرنبة ففطورك، و الماعز غدائك ، والغزالة عشائك .. فقال الأسد بعد أن أومأ برأسه إيماءة الرضا بالقسمة : من علمك الحكمة يا ثعلب، فقال الثعلب: تعلمت الحكمة في القسمة من رأس الذئب!!..
__________________________________________________ ___
لا شك أن العدالة لا تتجزأ، والجرائم لا تسقط بالتقادم، وهذه كانت حجة من قدموا رئيس دولة سابق – صدام حسين – مع سبعة من معاونيه إلى المحاكمة، حيث انتهت محاكمتهم حتى الآن إلى تهمة واحدة، وهي المتعلقة بإعدام 143من الشيعة في بلدة الدجيل، بعد أن قامت محاولة لاغتيال صدام في تلك البلدة.
وصدام مع معاونين آخرين، سيواجهون المحاكمة على ثلاث تهم أخرى، هي: ضرب الأكراد في مدينة " حلبجة" بالسلاح الكيماوي، وقمع انتفاضة الشيعة بعد حرب تحرير الكويت عام1991م ، واستخدم الغاز السام (غاز الخردل) ضد القوات الإيرانية في أواخر الحرب التي جرت بين العراق وإيران.
وهذه التهمة الأخيرة بالذات، قد لا تجري فيها المحاكمة، لأن الذين زوَدوا صدام حسين بغاز الخردل القاتل و قتها هم الأمريكيون، وكان وزير الدفاع الحالي( دونالد رامسفيلد) هو عَرَّاب تلك الصفقة من أسلحة الدمار الشامل، وهو الذي أبرمها شخصياً مع صدام في ذلك الوقت، وعلى هذا ، فإن كان مكان رامسفليد الطبيعي – لو جرت المحاكمة على تلك التهمة الأخيرة – هو أن يكون على يمين صدام في قفص الاتهام.
ولكن العدالة الأمريكية – بخلاف كل " العدالات"- يمكن أن تتجزأ، ويمكن أن تسقط الجرائم فيها بالتقادم، بل يمكن ألا تعد الجرائم أصلاً، ولكن ذلك لا يغير من حقيقة أن الإدارة الأمريكية – في عهد بوش – ارتكبت العديد من جرائم الحرب.
فقرار شن الحرب نفسه لم يكن شرعياً بشهادة الأمم المتحدة، ومعنى ذلك أن كل ما ترتب عليه هو من جرائم الحرب، كجرائم الإبادة الجماعية التي مات بسببها أكثر من 120ألفاً من الدنيين فضلاً عن العسكريين، وكذا جرائم الاختطاف ، و السجن دون محاكمة، والتعذيب داخل السجون الرسمية و غير الرسمية، وجرائم التمييز على أسس دينية و عنصرية، وقتل الصحفيين و الإعلاميين بدم بارد، ولاعتداء على المساجد و قتل المعتصمين داخلها، وجرائم الإغتصاب و التنكيل بالقتلى واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في اجتياح المدن المقاومة، فكل هذه و غيرها من الجرائم الأمريكية ضد شعب العراق الأعزل لا تقل بحال من الأحوال في فضاعتها و شناعتها عن الجرائم الموجهة لصدام حسين – في حال ثبوتها – هي إحدى جرائم أمريكا وحلفائها في عهد ريجان وبوش الأب ، لأنهما هما اللذان دعما صدام منذ عام1984م وحتى عام 1990م.
*********************
ولكن يبقى السؤال: بعد محاكمة الذئب و سبعة من معاونيه .. من سيحاكم الأسد و سبعة و سبعين من معاونيه .. و ما موقف الثعالب من هذا السناريوا؟!!
__________________________________________________ ___
مرجع معلومات المقالة : مجلة البيان ..
__________________________________________________ ___
لا شك أن العدالة لا تتجزأ، والجرائم لا تسقط بالتقادم، وهذه كانت حجة من قدموا رئيس دولة سابق – صدام حسين – مع سبعة من معاونيه إلى المحاكمة، حيث انتهت محاكمتهم حتى الآن إلى تهمة واحدة، وهي المتعلقة بإعدام 143من الشيعة في بلدة الدجيل، بعد أن قامت محاولة لاغتيال صدام في تلك البلدة.
وصدام مع معاونين آخرين، سيواجهون المحاكمة على ثلاث تهم أخرى، هي: ضرب الأكراد في مدينة " حلبجة" بالسلاح الكيماوي، وقمع انتفاضة الشيعة بعد حرب تحرير الكويت عام1991م ، واستخدم الغاز السام (غاز الخردل) ضد القوات الإيرانية في أواخر الحرب التي جرت بين العراق وإيران.
وهذه التهمة الأخيرة بالذات، قد لا تجري فيها المحاكمة، لأن الذين زوَدوا صدام حسين بغاز الخردل القاتل و قتها هم الأمريكيون، وكان وزير الدفاع الحالي( دونالد رامسفيلد) هو عَرَّاب تلك الصفقة من أسلحة الدمار الشامل، وهو الذي أبرمها شخصياً مع صدام في ذلك الوقت، وعلى هذا ، فإن كان مكان رامسفليد الطبيعي – لو جرت المحاكمة على تلك التهمة الأخيرة – هو أن يكون على يمين صدام في قفص الاتهام.
ولكن العدالة الأمريكية – بخلاف كل " العدالات"- يمكن أن تتجزأ، ويمكن أن تسقط الجرائم فيها بالتقادم، بل يمكن ألا تعد الجرائم أصلاً، ولكن ذلك لا يغير من حقيقة أن الإدارة الأمريكية – في عهد بوش – ارتكبت العديد من جرائم الحرب.
فقرار شن الحرب نفسه لم يكن شرعياً بشهادة الأمم المتحدة، ومعنى ذلك أن كل ما ترتب عليه هو من جرائم الحرب، كجرائم الإبادة الجماعية التي مات بسببها أكثر من 120ألفاً من الدنيين فضلاً عن العسكريين، وكذا جرائم الاختطاف ، و السجن دون محاكمة، والتعذيب داخل السجون الرسمية و غير الرسمية، وجرائم التمييز على أسس دينية و عنصرية، وقتل الصحفيين و الإعلاميين بدم بارد، ولاعتداء على المساجد و قتل المعتصمين داخلها، وجرائم الإغتصاب و التنكيل بالقتلى واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في اجتياح المدن المقاومة، فكل هذه و غيرها من الجرائم الأمريكية ضد شعب العراق الأعزل لا تقل بحال من الأحوال في فضاعتها و شناعتها عن الجرائم الموجهة لصدام حسين – في حال ثبوتها – هي إحدى جرائم أمريكا وحلفائها في عهد ريجان وبوش الأب ، لأنهما هما اللذان دعما صدام منذ عام1984م وحتى عام 1990م.
*********************
ولكن يبقى السؤال: بعد محاكمة الذئب و سبعة من معاونيه .. من سيحاكم الأسد و سبعة و سبعين من معاونيه .. و ما موقف الثعالب من هذا السناريوا؟!!
__________________________________________________ ___
مرجع معلومات المقالة : مجلة البيان ..