ماهر الماهر
17 / 04 / 2006, 55 : 08 PM
مقال ممتاز وموضوع غريب على المجتمع السعودي (ارجو قراءة المقال إلى الآخر)
منعطف أنبوبة الغاز
حمود أبوطالب
معقول؟؟..
هل بالفعل يحدث هذا لدينا؟؟
يا جماعة، قولوا لنا الحقيقة، هل نصدق ما قرأناه أم إنه مجرد أضغاث أحلام ولّدتها خيباتنا الطويلة..
مسؤول يستقيل؟؟.. يا للعجب العجاب..
وليس مسؤولاً هامشياً، بل مسؤول بدرجة "مدير عام"، وهي الدرجة الوظيفية البراقة المغرية، التي يحلم كل مسؤول بالوصول لها، لأنها تتيح تحقيق كل ما يريده من صلاحيات وأبهة، ولأنها أيضاً مفتاح سحري لما بعدها من درجات ومناصب، فهل يعقل يا خلق الله أن يتنازل عنها مسؤول طواعية، وباختياره، وقراره هو وحده، ومن أجل سبب تافه، كما فعل أخونا "عبدالحليم بن عبدالله الصالح" مدير عام التربية والتعليم في منطقة الجوف؟؟..
أنبوبة غاز انفجرت في واحدة من مدارس الجوف، ودون أي إصابة، ومع ذلك أعلن الصالح أنه يتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً، وأكد ذلك صباح اليوم التالي للحادثة أمام مجلس التربية والتعليم في المنطقة بعد تقديم اعتذاره في الطابور الصباحي للطلاب وأولياء الأمور، بل إنه قام بكتابة خطاب استقالته إلى وزير التربية والتعليم..
تخيلوا جميعاً، كم أنابيب غاز قد انفجرت، وكم كوارث قد حدثت سواء في مدارس أو غيرها. وكم أرواح قد ذهبت بسبب الإهمال والقصور ووجود الذمم الملوثة، وكم أموال قد ضاعت وأهدرت، ومع ذلك ورغم أن الناس تعرف المتسببين، إلا أن واحداً منهم لم يخجل من المجتمع ويقدم اعتذاره على الأقل، وليس استقالته. والمصيبة أن بعضاً من هؤلاء لا يلبث إلا وقتاً قصيراً حتى يأتيه خطاب شكر رنان من وزارته، هذا إذا لم يتم ترفيعه، مع التأكيد على أن الكارثة التي حدثت لا يد لأحد في حدوثها..
الاستقالة لدينا إجراء غير معروف تقريباً حتى في أكثر الظروف استدعاءً لها. إنها مصطلح غريب جداً علينا، ولذلك كانت مفاجأة حقيقية أن يوجد مسؤول بهذا الحجم يقدم استقالته من أجل انفجار أنبوبة غاز مساءً في مقصف إحدى المدارس.. أقول مفاجأة، وأنا أتذكر كم من الحوادث الكارثية قد عانى منها المجتمع، ولم يخجل المسؤولون عنها ويبادروا باستقالاتهم، والآن بسبب أنبوبة غاز ليس إلا، يقدم مدير عام استقالته..
كم أتمنى أن تكون أنبوبة الغاز هذه منعطفاً في تاريخنا الإداري وفلسفتنا الإدارية، وإذا كان لدينا مسؤولون بهذه الشفافية والاستشعار للمسؤولية، فحري بهم أن يستمروا في مواقعهم، وأن يقال غيرهم من العابثين الذين لا يستحون من الله والناس..
منعطف أنبوبة الغاز
حمود أبوطالب
معقول؟؟..
هل بالفعل يحدث هذا لدينا؟؟
يا جماعة، قولوا لنا الحقيقة، هل نصدق ما قرأناه أم إنه مجرد أضغاث أحلام ولّدتها خيباتنا الطويلة..
مسؤول يستقيل؟؟.. يا للعجب العجاب..
وليس مسؤولاً هامشياً، بل مسؤول بدرجة "مدير عام"، وهي الدرجة الوظيفية البراقة المغرية، التي يحلم كل مسؤول بالوصول لها، لأنها تتيح تحقيق كل ما يريده من صلاحيات وأبهة، ولأنها أيضاً مفتاح سحري لما بعدها من درجات ومناصب، فهل يعقل يا خلق الله أن يتنازل عنها مسؤول طواعية، وباختياره، وقراره هو وحده، ومن أجل سبب تافه، كما فعل أخونا "عبدالحليم بن عبدالله الصالح" مدير عام التربية والتعليم في منطقة الجوف؟؟..
أنبوبة غاز انفجرت في واحدة من مدارس الجوف، ودون أي إصابة، ومع ذلك أعلن الصالح أنه يتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً، وأكد ذلك صباح اليوم التالي للحادثة أمام مجلس التربية والتعليم في المنطقة بعد تقديم اعتذاره في الطابور الصباحي للطلاب وأولياء الأمور، بل إنه قام بكتابة خطاب استقالته إلى وزير التربية والتعليم..
تخيلوا جميعاً، كم أنابيب غاز قد انفجرت، وكم كوارث قد حدثت سواء في مدارس أو غيرها. وكم أرواح قد ذهبت بسبب الإهمال والقصور ووجود الذمم الملوثة، وكم أموال قد ضاعت وأهدرت، ومع ذلك ورغم أن الناس تعرف المتسببين، إلا أن واحداً منهم لم يخجل من المجتمع ويقدم اعتذاره على الأقل، وليس استقالته. والمصيبة أن بعضاً من هؤلاء لا يلبث إلا وقتاً قصيراً حتى يأتيه خطاب شكر رنان من وزارته، هذا إذا لم يتم ترفيعه، مع التأكيد على أن الكارثة التي حدثت لا يد لأحد في حدوثها..
الاستقالة لدينا إجراء غير معروف تقريباً حتى في أكثر الظروف استدعاءً لها. إنها مصطلح غريب جداً علينا، ولذلك كانت مفاجأة حقيقية أن يوجد مسؤول بهذا الحجم يقدم استقالته من أجل انفجار أنبوبة غاز مساءً في مقصف إحدى المدارس.. أقول مفاجأة، وأنا أتذكر كم من الحوادث الكارثية قد عانى منها المجتمع، ولم يخجل المسؤولون عنها ويبادروا باستقالاتهم، والآن بسبب أنبوبة غاز ليس إلا، يقدم مدير عام استقالته..
كم أتمنى أن تكون أنبوبة الغاز هذه منعطفاً في تاريخنا الإداري وفلسفتنا الإدارية، وإذا كان لدينا مسؤولون بهذه الشفافية والاستشعار للمسؤولية، فحري بهم أن يستمروا في مواقعهم، وأن يقال غيرهم من العابثين الذين لا يستحون من الله والناس..