المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فهم الانسان وحقوقه ..مقتطفات


brain storm
04 / 04 / 2006, 54 : 03 PM
هذه بعض مقتطفات ساوردها من كتاب رائع وممتع جاء معنونا ب( فهم الانسان)..وقد حاول فيه مؤلفه الدمج بين الفلسفة والعلم والدين باسلوب ممتع وسلس قلما تجده لدى المنظرين العرب والمسلمين...
وانا هنا لست في مقام المادح للمؤلف..انما من باب احقاق الحق لا اكثر وبامكان القاريء الكريم الحصول عليه من اي مكتبة كبيرة في مدينته...
ولان اغلب مواضيعه قد صيغت باسلوب ممتع وبعيدا عن التكلف او الاطناب غير المفيد..ولانه وازن بين الانفتاحية والوسطية فاني ساذكر بعضا مما ورد فيه على ان اضيف اليها بعض تعليقات لزوم التصرف والمشاكسة...
================================================== ====
ورد في فصل (العلم والحرية ) الآتي:
(وعليه..فان حق الانسان على نفسه ان يكون حرا في قراءته وحرا علمه وحرا في ايمانه وحرا في سياسته..سواء في المنفعة الجسدية او في المنفعة المعنوية حتى يكون التزامه الروحي مكرما )...
دعونا نعلق على هذه الجزئية...
ان تكون حرا في قراءتك للامور والاشياء فذاك حقك ..فانت من يختار الموضوع والهدف وعليه فانت تقرأه بالشكل الذي تظن انه سيسهل عليك فهمك وادراكك ..لكنك الانسان يحتاج احيانا لخبرة من قبله للفهم او للمقارنة على الاقل..وذلك في حالة تعددية الاحتمالات والنتائج ..
وعلى ضوء حريتك في قراءتك فانك ستكون حرا في علمك ..
لكن ان تكون حرا في سياستك فتلك مشكلة تعاني من البشرية منذ القدم وخصوصا في المجتمعات العربية والاسلامية ودول العالم الثالث..فالفرد فيها بلا سياسة خاصة ..بل ان مجرد تفكيره في تكوين سياسة خاصة له يعد جرما وخيانة عظمى..والمثير للشفقة والسخرية في وقت واحد هو انك لست حرا لا في سياستك ولا في من يسوسك..او يحكمك..وعليه فان حرية اختيار السياسة واسلوب التحكم والسيطرة معدوم تماما..وانا اخالف المؤلف فيه ..ولربما اعذره في حالة واحدة..وهو انه حاول الدمج بين الاسلوب العربيو الغربي في التسييس والحكم فنتج عنه هذا الخلط...
الغريب في الامر..ان الدين الاسلامي قد جاءداعما لاسلوب الحرية السياسية والتشاور .( وامرهم شورى بينهم) ولم يمنح احدا حق القضاء واصدار الاحكام والتحكم في البشر لمجرد انه راى في نفسه قدرة على ذلك او بسبب الكبر والغرور لمجرد معرفته الهشة ببعض الامور..
وقال المؤلف :
( ان الفهم العلمي الحق يرى ان الموت السياسي هو الذي يزهق الروح كما ان الموت المعنوي يزهق النفس..ذلك ان الموت السياسي يفقد الانسان حقه في اختيار ايمانه الذي يرتضيه ويقنع به والموت المعنوي يفقد الانسان حقه في قراءته اي تشكيل بينة مراتب فهمه وبنية معلوماته ..وهذا يعني ايقاف الانسان عن القيام بوظائفه الاجبارية والاختيارية التي هو مخلوق فيها عليها..)
يمكن لنا ان نضيف على ماذكره المؤلف..ان الموت السياسي يتخذ اشكالا عدة..وعلى سبيل المثال لا الحصر:
1- قوانين الطواريء المعمول بها في كثير من بلدان العالم العربي والاسلامي
2- نظام الرقابة الفكرية ومصادرة الافكار والحريات المعرفية
3- انظمة التحجر والانغلاق االفكري والمجتمعي
4- تسييس الدين لخدمة الكبت الفكري
5-عدم احترام حقوق الانسان الجسدية المعنوية
6- التسلط وكبح الحريات الفردية والمسالمة
7 -الفكر الاقصائي الفردي والمجتمعي ( واقعيا- فضائيا)
ومن جملة ماقاله المؤلف:
(ان الحياة السياسية القويمة تستلزم الحياة المعنوية المستقيمة..التي قوامها العلم والايمان الحق..والايمان الحق شرطه الحياة المعنوية المستقيمة والنفس القارئة المطمئنة.
والنفس القارئة المطمئنة شرطها الحرية..اذن الحرية شرط للحياة السياسية القويمة..والتي بقيامها تعم الكرامة الانسانية والسعادة البشرية افرادا وجماعات..فالقراءة طريق وحيد للعلم والعلم مؤهل الحرية والحرية اداة للقيادة السياسية الصحيحة في الحياة الفردية الخاصة والحياة الاجتماعية العامة)..

واعتقد انه بعد جملة العوامل التي ذكرنها اعلاه..جاء المؤلف ليؤكد على ذلك في جزئيته الاخيرة..
وقال ايضا عندما حاول شرح بعض ادوات السياسة العقيمة:
( ان الادوات الاخرى للقيادة السفيهة هي الجبر والجهل والطغيان والظلم...حيث انها تستبدل الجبر بالحرية..والجهل بالعلم..والفهم الغريزي بالقراءة العلمية..وهذا يؤدي الى طغيان الفهم الغريزي على حياة الانسان ) واضاف ايضا: ( وهذا الذي يصنع التمييز العنصري بين الناس والشعوب ..ويجعل الاقوياء ماديا يقدمون على الظلم والفساد والطغيان والعدوان..) وقال ايضا:( وما ذلك الا اعتداء على ذات الانسان وماهيته..
وعليه فان اول ما يسلب من الناس هو حريتهم..والتي اتفقنا سابقا على انها العامل الرئيس للحياة القويمة..فاذا سلبت تلك الحرية سلبت الحياة ببساطة..وعدنا لحياة القطيع والغاب ...
ومن اجمل ماذكره المؤلف هذه الجزئية:
( واذا امكننا القول بان جهود البشرية السابقة قد تجاوزت العبودية الجسدية والمادية المعاشية...فانها وللاسف الشديد لم تتجاوز بعد العبودية المعنوية..كما انها من باب اولى لم تتجاوز العبودية السياسية)
وطبعا ...كان صاحبنا يقصد بذلك المجتمعات العربية والاسلامية ودول العالم الثالث باعتبارها لم تتخلص بعد من مشاكل وارهاصات العبودية السياسية والقيادية والمجتمعية..بل ابتليت للاسف باناس يظنون انهم سيوف الحق والمخلصون للامة..في اسلوب احتكاري مقيت دون تخويل جماعي لهم باداء مثل هذه المهمات..فترى من امتلك نزرا يسيرا من الدين او حفظ بعضا من آيات جعل من نفسه اماما وهاديا للحق..وقاضيا مصدرا للاحكام التعسفية ضاربا عرض الحائط بحريات وافكار الاخرين..بل ان بعضهم لا يمانع في استخدام القوة وايذاء الاخرين وذلك لتمرير سياسته او سلطته او افكاره العقيمه والبالية..وما الاحداث الاخيرة في البلاد العربية من ارهاب وتفجيرات وقتل الا دليلا اكيدا على تاصل فكر الاقصاء والفكر الجبري لا اكثر....
وكان مما ذكره المؤلف :
(صحيح ان عبودية الانسان للانسان في جسده ومتاعه ظلم عظيم..لكن عبودية الانسان للانسان في قراءته وعلمه وايمانه اشد ظلما واكبر عدوانا..كيف لا وهي تجعل من القسم الاكبر من الناس عبيدا لا يسمعون ولا يعقلون..فكأنها تنزع عنهم صفة الماهية وتعاملهم وكانهم مخلوقات ادنى من البشر واضل....)
صراحة لا املك تعليقا ..فقد كفى ووفى المؤلف بذكره هذه الجزئية..وان كان من شيء اضيفه فاني اهدي هذه الجزئية لكل من من يمارس السلطة ويستغلها بغير حق ويمعن في مصادرة الحريات والافكار تحت اي ذريعة واهية واقول لهم..ستدفعون الثمن غاليا وغاليا جدا...
وقبل الختام اجد اني ملزم بذكر انواع الحريات كما رآها المؤلف وهي:
1- حق الملكية المادية
2- حق الملكية المعنوية..ونضع هنا الف خط احمر كي يفهم الاخرون ويعقلون..
3- حق الملكية السياسية...وهنا مربط الفرس...
================================================== ====
ملاحظات...
اسم الكتاب: فهم الانسان ( مشروع نظرية معرفية عربية)
المؤلف: عمران سميح نزال
الناشر : دار القراء..
================================================== ====
النصوص باللون الاحمر ومابين الاقواس = نصوص الكاتب الاصلية
النصوص الاخرى الملونة..=تعليقات صاحبكم
================================================== ====
تحيااااااااااااااااااااااااااااااااااتي

أبو ياسر
05 / 04 / 2006, 06 : 11 AM
الحرية مصطلح فضفاض يجري كثيراً على الألسنة و الأقلام، و قد أدرنا كأس الحوار فيه في وقت مضى تحت عنوان: (الحرية و الفهم المغلوط) و كان حواراً في جملته إيجابياً، التقينا فيه عند نقاط اتفاق و بقيت بعض المباحث عائمة بحاجة لإدارة الفكر و النقاش للكرة الثانية..
منها تقنين الحرية و تقييدها
أجد أن [ الحرية] يعز ضبط معناها في قانون قطعي يمرر على العالم أجمع شعوباً و ثقافات،و يحاسب بالتالي من ينتهكه و يجرَّم من ينسل عنه و ما ذاك إلا أن العود في ضبطها يرجع للثقافات التي تميز الشعوب و ترسم العلامات الفارقة بينهم [ من دين و لغة و قيم ] فكل أمة من أمم العالم تقنن الحرية و تجعل لها حداً يعاقب من يتجاوزه، و أرى أن العالم بأجمعه يتفق على جريئة في مفهوم الحرية ألا و هي أن الحرية الشخصية مقيدة بعدم التجاوز و الاعتداء على حقوق الغير ... فأذن هي حرية مسئولة أمام القانون.. و هذا له تفسير متفاوت لدى الشعوب بحسب ثقافاتها و أديانها..
فمثلاُ : في بريطانيا و أمريكا يمنع الفرد من الظهور عارياً ، لأن في ذلك اعتداء على حريات الآخرين أو خدش لحيائهم أو تشويش على طريقة تربيتهم لأبنائهم، بينما في السويد يتسامح القانون في ذلك.. في بريطانيا من حق الأفراد الكتابة و التصريح و التنظيم السياسي بشكل شبه مطلق، فمثلاً يمكنهم الدفاع الفكري عن الإرهابيين و عن النازية.. أما في فرنسا و ألمانيا و أمريكا يمنع ذلك، و قد يجرم أي تنظيم نازي حتى و إن كان سياسياً أو فكرياً صرفاً... و لا يعني ذلك أنه لا توجد حرية في الدول المتقدمة، بل هي موجودة بالمعنى النسبي للكلمة الذي يحدده القانون الذي هو بالتالي يمثل ثقافة الشعب و عقيدته.غاية القول أن مفهوم الحرية مفهوم يتفاوت من مجتمع لآخر ومن مجال حياتي لآخر..
أما عن مقالك – أرشدك الله - فعنونته بالحرية و الإنسان أولى من [ فهم الإنسان]..و كنت تقصد بهذا المقال آخرين!! إلا أني سأسبقهم لأقول أني أوافقك على ما سطرته في هذا المقال- بناءاً على التقدمة التي قدمتها لهذا الرد - إلا في جزئية و احده وهي قول المؤلف: (وإذا أمكننا القول بان جهود البشرية السابقة قد تجاوزت العبودية الجسدية والمادية المعاشية...فإنها وللأسف الشديد لم تتجاوز بعد العبودية المعنوية.. ) وكان تعليقك: وطبعا ...كان صاحبنا يقصد بذلك المجتمعات العربية والإسلامية ودول العالم الثالث باعتبارها لم تتخلص بعد من مشاكل وإرهاصات العبودية السياسية والقيادية والمجتمعية.
فإن الإسلام في دستوره المحكم الذي بني على العدل و المساواة و الشورى قد أنقذ البشرية من هذه العبودية المقيتة و التاريخ الإسلامي خير شاهد على هذا..
إلا أني أغلب جانب السهو في تعليقك – سددك الله - فالذي اتضح لي أنك تتحدث عن الواقع المعاصر الذي أوافقك على أن العبودية المعنوية واضحة فيه وجلية..
تحياتي

brain storm
05 / 04 / 2006, 11 : 11 AM
اخي مجمع البحرين..
شكرا لك على المرور..
على فكرة..لم يسقط شيء سهوا...
كان لحاجة في نفس يعقوب...
تحياااااااااااااااااااتي