المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقل البشري ... وثقافة الاندماج الفكري


أبو ياسر
18 / 03 / 2006, 47 : 02 PM
لقد خلق الله الكائن البشري في أحسن تقويم و أسبغ عليه النعم و ميزه عن جنس مخلوقاته بميزة العقل، و اقتضت حكمة الباري- جلا و علا- أن يكون الكائن البشري هو قائد العالم و أمير الكون ، فتقبع سائر الكائنات تحت رحمة عقله، هذا العقل الذي زلزل به الأرض و نحت به الجبال و غاص به في أعماق البحار و حلق به بعيداً في الفضاء ليحط على ظهر القمر، و مر الإنسان بالدنيا و هي خاوية فأحالها بقوة عقله إلى دنياً صاخبة ملئ بكل عجيب و مبهر، فهو و إن كان من أضعف مخلوقات الله خلقة إلا أنه من أقواها فتكاً و سلطة
لولا العقول لكان أدنى ضيغم ## أدنى إلى شرف من الإنسان
و لما كانت طبيعة العقل البشري الزهو و التعالي بما ينقدح فيه كان من الصعب أن يتوافق البشر كلهم على نظام مقنن يسيرهم و فق نواميس صاغتها عقول فوئام من بني جنسهم، لأن العقول متباينة و الفهوم مختلفة و ذلك نتاج الثقافات و العادات التي غذيت بها تلك العقول، فكان من المحال أن يندمج جنس البشر في قالب واحد يتوافقون فيه على كل صغيرة وكبيرة لأن هذا يعني أنه ثمة سادة و مسودون و الإنسان من طبيعته التي جبل عليها الكبر و التعالي واعتقاد الكمال بإزاء أخوه الإنساني الآخر ، لذا تجد أن التاريخ الإنساني زاخر بحروب طاحنه راح ضحيتها البلايين من البشر دفاعاً عن أنظمتهم وثقافاتهم الموروثة عن الآباء و الأجداد، هنا تجلت حكمة الخالق سبحانه وتعالى إذ هو أعلم بخلقه و بطبيعتهم و ما فيه صلاحهم فاقتضت حكمته – سبحانه وتعالى - أن تكون الأحكام و التشريعات منه جلا وعلا، فأرسل الله الرسل و أنزل الكتب و سن القوانين الموافقة للفطرة التي فطر الناس عليها ، فبعث الأنبياء لأقوامهم مؤيدين بالوحي و المعجزات و الخوارق المبهرة لكي يوقن الناس أن هذه الأنظمة من الله الخالق ليست من عند أنفسهم ، ومع ذلك كله كان من بني الناس من ناصبوهم العداء وتكبروا و طغوا، و إن كانت قلوبهم منطوية على التصديق و الإذعان إلا أنه الكبر و التعالي المقيت المعمي ، فأثروا في رعاع الناس و سوقتهم ،فشرع الجهاد لستأصال هذه الأنفس المتكبرة إذ أن ضررهم لم يقتصر عليهم بل تعداهم إلى غيرهم و لا يمكن أن تستقيم الحياة إلا بهلاكهم لأنهم شر محض و فتنة عمياء، وكان من هذه الديانات دين الإسلام الخاتم و الناسخ لجميع الأديان ،الذي ارتضاه الله لثقلين و جاءت تعاليمه في غاية الحسن و الحكمة، فتجد أنه دين رعى الحقوق و الحريات فكان لأفراد الناس اعتقاد ما شاءوا و لم يكرهوا في الدخول في الإسلام بل لهم في الإسلام أن يعتقدوا عقيدتهم التي ارتضوها لأنفسهم بضوابط ليس هذا موضع بيانها ، مما يؤكد ما كنا نرمي إليه في مقدم المقال و هي ثقافة الاندماج و حرب الإنسان لها.
هكذا حدثنا التاريخ، و كذا أخبرنا الزمن، إلا أن العجب ليكتنفك من أناس من بني جلدتنا أخذوا على عاتقهم دعوتنا إلى الاندماج في المجتمعات الغربية و الدعوة لاستيراد أنظمتهم و قوانينهم التي تخالف عقيدتنا و شرعتنا، فهم بذلك يخالفون الفطرة السوية و الشرعة الإسلامية الحكيمة، و يا ليت أنهم أفادوا من هذه العقول التي يحملونها بل غاية ما يسطعوا عليه استيراد هذه الأنظمة و التنظير السقيم لها .
إلى هؤلاء ومن على شاكلتهم أوجه النداء ... بأن أمسكوا عليكم ألسنتكم و اعلموا أن الأمة سائرة على نهجها الإسلامي المتين الذي رعى حقوقها و أقعدها يوم أن استمسكت به على مقاعد القوة و السيادة و أذعنت لها شعوب العالم و صفق لها الزمن.
كانت هذه مقدمة لموضوع اكتمال مباحثه رهن أقلامكم.... فلا تبخلوا بالتعليق و التعقيب
فإن احتكاك الآراء أذان بسطوع بريق الحقيقة...

أبو ياسر
21 / 03 / 2006, 59 : 07 AM
العقل البشري... وثقافة الاندماج الفكري
هذا ماحاولت إثباته كعنوان في الصفحة الرئيسية و لكن دون جدوى، فأرجوا من الأخ الكريم زائر الليل تغير العنوان الرئيس إلى هذا العنوان لأنه الأنسب للموضوع، ومازلت أنتظر تعليقاتكم على الموضوع الذي أرى أنه مهم ...

brain storm
21 / 03 / 2006, 58 : 01 PM
العقل البشري...لازال غامضا وعصيا على الفهم..وبرغم تطور علوم التشريح وفسيولوجيا الدماغ الا ان آلية العمل لازالت شبه غامضة..وتحتاج لمزيد من البحث والدراسة..
غير ان هناك بعضا من المسلمات الاولية والتي قد تلقي بعضا من الضوء والتفسير المبسط لعمل هذا العضو المعجزة..
الانسان بطبعه كائن اجتماعي..واجتماعيته تقتضي ان يحتك ويتعايش مع الاخرين في بيئته ومحيطه سواء القريب ا البعيد..ولما كانت طريقة تفسير وادراك وتمييز المدخلات العقلية تختلف من شخص لآخر رغم ( رغم تشابه وتطابق التركيب العضوي للدماغ فيما بينهم) فان ذلك اقتضى بشكل مباشر ان تختلف الافهام وانماط الادراك من شخص لآخر..وعليه نتجت ثقافة الاختلاف..
فنجد الاختلاف الثقافي والفكري والادراكي واضحا وظاهرا فيما بين افراد الاسرة الواحدة..فكيف يكون الحال اذا فيما بين افراد مجتمع واحد او عدة مجتمعات..؟؟
يظهر الاختلاف الفكري اساسا..بناء على اختلاف عمليات الادراك والتفسير التي يقوم بها دماغ كل منهم مدعوما بجملة عوامل ثانوية تلعب دورا في هذا التمايز..فهناك العامل التاريخي والموروثات سواء على الصعيد الجيني او السلوكي..وهناك ايضا العامل البيئي والثقافة المحيطة..اضافة الى العوامل الشخصية البحتة..كالاستقرار الذهني او وجود حالات نفسية معينة..قد تلعب دورا في تغيير مسار التفكير ومن ثم تغيير اتجاه السلوك الثقافي..
ولو كان كل التفكير البشري متشابها لدى كل الافراد..لاصبحت الحياة رتيبة ..ولكان كل البشر عبارة عن نسخة واحدة ومتكررة في السلوك والعمل والتفكير..
عامل الرغبة والارادة يلعب دورا مهماو حاسما في تحديد اتجاه نمط التفكير البشري الفردي..وعلى حسب الرغبات تتحدد معايير وانماط التفكير..فكل رغبة بشرية يكون الدافع وراءها الحصول على لذة ما او التخلص من الم او تعقيد ما..وسلوك الشخص يعتمد ويرتبط ارتباطا وثيقا بهذه الناحية..لكن الجدير بالذكر..ان الرغبات ليست متشابهة على الاطلاق..فهي تختلف من شخص لاخر..وبالتالي فان هذا يقتضي اختلاف نمط التفكير اساسا ..مما يترتب عليه اختلاف السلوك والنتيجة ..
ولما كان الانسان اجتماعيا بطبعه ..فانه يحاول بشتى الطرق ان يوحد فميا بين رغباته ورغبات الاخرين..فتارة تغلب رغباته وتتحقق ..فيكون لدينا القائد او المسيطر ..او الديكتاتور ومجرم الحرب في ناحية اخرى...واحيانا تغلب رغبات الاخرين على رغباته فيكون لدينا المواطن والانسان النظامي الذي يسير ضمن انظمة اجتماعية محددة وذات اهداف وغايات نبيلة..وفي ناحية اخرى..يكون لدينا المواطن التابع والذليل والمسلوب الارادة..ومن يقدس النظم والقوانين بشكل اعمى دون تمحيص او تدقيق..
ان الطبيعة البشرية ينطبق عليها ما ينطبق على سائر مادة الكون..فنرى ان الفكر البشري وعبر التاريخ حاول وما زال يحاول ان يسخر الطبيعة ومادة الكون من اجل تحقيق رغباته وامانيه ورفاهيته..وهو بذلك يؤكد بشكل غير مباشر على قانون طبيعي موجود منذ البدء..وهو ان كل مادة الكون تميل للاستقرار وان تكون في وضع يتطلب جهدا اقل ووقتا اقل..
واختلاف الثقافات فيما بين الشعوب مرده الى تلك المحاولات التي كان القصد من ورائها الحصول على الاسقرار وتطويع الطبيعة لخدمة البشر..الا ان كل بيئة ومجتمع ذا طبيعة خاصة وسلوك خاص..فنتج لدينا هذا التمايز الرهيب في الثقافة والادراك..
ان الغرض الحقيقي من الثقافة ..كان البحث عن الحقيقة وتسخيرها لخدمة ورفاهية الشعوب..واذا استثنينا الحالات الشاذة كالتسلط والديكتاتورية ..فان كل الشعوب استطاعت ان تندمج مع بعضها البعض وتتفاعل بشكل رائع عبر التاريخ فنتجت لدينا حركات تجارية دولية كطريق الحرير مثلا..وممر راس الرجاء الصالح..وهذا الاندماج الثقافي والفكري لم يكن على حساب الخصوصية..فقد احتفظ كل شعب وكل ثقافة بخصوصية معينة تميزها عن الاخرى رغم التفاعل الحاصل والتبادل المستمر فيما بينها..
والثقافة الاسلامية احد هذه الثقافات..التي حاولت جاهدة ان تظل ظاهرة وفاعلة في العالم اجمع..غير ان عوامل الفرقة والضعف والتشتت وخصوصا بعد انهيار الدولة الاندلسية..والتفسخ الاجتماعي الذي حصل منذ تلك الفترة ولحد الان..قد سبب تهميشا كبيرا لتلك الثقافة والتي كانت في يوم من الايام متسيدة ومسيطرة ومؤثرة على باقي الثقافات باعتبار انها جاءت جامعة لما قبلها..وهي تعتبر السبب والنواة الرئيسية للثقافة الغربية الحالية..وخصوصا في الناحية العلمية والعملية..
وان حدث وطالب احدهم باتباع او تقليد الثقافة الحالية..فان ذلك مرده وبشكل اساسي الى المطالبة اللاشعورية باسترداد المجد والعصر الذهبي لثقافة الاسلام..
اما ما يحدث من تقليد ومطالبة باتباع سلوكيات المجتمع الغربي جيدها وسيئها..فان ذلك مرده الى الرفض والثورة الداخلية على الانماط والعادات المعيقة والتي اصبحت بمثابة طابع سيء ورديء للمجتمعات العربية والاسلامية الحالية..والسبب وراء ذلك..هو ثقافة التسلط والتحكم ومنع اعمال العقل والفكر بشكل صحيح..
وقبل ان نؤاخذ س من الناس لانه قلد او اتبع ثقافة اخرى افضل من ثقافته الحالية..علينا قبل كل ذلك تحديد عامل الخلل والذي ادى به الى رفض الثقافة الحالية والمنهج الفكري الحالي..
المنطق يقول..انك لو كنت تمتلك ثقافة جيدة ورائعة ..ثقافة ومنهجا يحفزك على الانتاج والابداع والتطوير..وثقافة تؤمن باهميتك كانسان وفرد عامل ومؤثر في محيطك وبيئتك..فانك لن تتخلى عن هذه الثقافة ..الا اذا كنت مجنونا معتوها ..او جاهلا ..او معاندا ..
والسبب الاخير هو من يجعل الكثيرين من ابناء عمومتنا ..يختلى بشكل تدريجي عن ثقافته ويجاول الاندماج باي شكل بالثقافة الحالية المسيطرة..
ابحث عن الخلل ..وحاول ان تفسح المجال للفكر المبدع والخلاق..واعد العصر الذهبي لثقافة الاسلام..وصدقني عندها لن تجدا احدا ينادي باتباع او تقليد للحضارات والثقافات الاخرى..فاذا فقد المجتمع ثقافته وخصوصيته المنتجه ..تنائى افراده وتباعدوا ..وحلق كل منهم في فلك يلبي رغباته وينمي قدراته..
اخي مجمع البحرين...شكرا لك على الموضوع..
تحيااااااااااااااااااااااااااااتي

أبو ياسر
22 / 03 / 2006, 14 : 02 AM
العقل البشري...لازال غامضا وعصيا على الفهم..وبرغم تطور علوم التشريح وفسيولوجيا الدماغ الا ان آلية العمل لازالت شبه غامضة..وتحتاج لمزيد من البحث والدراسة..
غير ان هناك بعضا من المسلمات الاولية والتي قد تلقي بعضا من الضوء والتفسير المبسط لعمل هذا العضو المعجزة..
الانسان بطبعه كائن اجتماعي..واجتماعيته تقتضي ان يحتك ويتعايش مع الاخرين في بيئته ومحيطه سواء القريب ا البعيد..ولما كانت طريقة تفسير وادراك وتمييز المدخلات العقلية تختلف من شخص لآخر رغم ( رغم تشابه وتطابق التركيب العضوي للدماغ فيما بينهم) فان ذلك اقتضى بشكل مباشر ان تختلف الافهام وانماط الادراك من شخص لآخر..وعليه نتجت ثقافة الاختلاف..
فنجد الاختلاف الثقافي والفكري والادراكي واضحا وظاهرا فيما بين افراد الاسرة الواحدة..فكيف يكون الحال اذا فيما بين افراد مجتمع واحد او عدة مجتمعات..؟؟
يظهر الاختلاف الفكري اساسا..بناء على اختلاف عمليات الادراك والتفسير التي يقوم بها دماغ كل منهم مدعوما بجملة عوامل ثانوية تلعب دورا في هذا التمايز..فهناك العامل التاريخي والموروثات سواء على الصعيد الجيني او السلوكي..وهناك ايضا العامل البيئي والثقافة المحيطة..اضافة الى العوامل الشخصية البحتة..كالاستقرار الذهني او وجود حالات نفسية معينة..قد تلعب دورا في تغيير مسار التفكير ومن ثم تغيير اتجاه السلوك الثقافي..
ولو كان كل التفكير البشري متشابها لدى كل الافراد..لاصبحت الحياة رتيبة ..ولكان كل البشر عبارة عن نسخة واحدة ومتكررة في السلوك والعمل والتفكير..
عامل الرغبة والارادة يلعب دورا مهماو حاسما في تحديد اتجاه نمط التفكير البشري الفردي..وعلى حسب الرغبات تتحدد معايير وانماط التفكير..فكل رغبة بشرية يكون الدافع وراءها الحصول على لذة ما او التخلص من الم او تعقيد ما..وسلوك الشخص يعتمد ويرتبط ارتباطا وثيقا بهذه الناحية..لكن الجدير بالذكر..ان الرغبات ليست متشابهة على الاطلاق..فهي تختلف من شخص لاخر..وبالتالي فان هذا يقتضي اختلاف نمط التفكير اساسا ..مما يترتب عليه اختلاف السلوك والنتيجة ..
ولما كان الانسان اجتماعيا بطبعه ..فانه يحاول بشتى الطرق ان يوحد فميا بين رغباته ورغبات الاخرين..فتارة تغلب رغباته وتتحقق ..فيكون لدينا القائد او المسيطر ..او الديكتاتور ومجرم الحرب في ناحية اخرى...واحيانا تغلب رغبات الاخرين على رغباته فيكون لدينا المواطن والانسان النظامي الذي يسير ضمن انظمة اجتماعية محددة وذات اهداف وغايات نبيلة..وفي ناحية اخرى..يكون لدينا المواطن التابع والذليل والمسلوب الارادة..ومن يقدس النظم والقوانين بشكل اعمى دون تمحيص او تدقيق..
ان الطبيعة البشرية ينطبق عليها ما ينطبق على سائر مادة الكون..فنرى ان الفكر البشري وعبر التاريخ حاول وما زال يحاول ان يسخر الطبيعة ومادة الكون من اجل تحقيق رغباته وامانيه ورفاهيته..وهو بذلك يؤكد بشكل غير مباشر على قانون طبيعي موجود منذ البدء..وهو ان كل مادة الكون تميل للاستقرار وان تكون في وضع يتطلب جهدا اقل ووقتا اقل..
واختلاف الثقافات فيما بين الشعوب مرده الى تلك المحاولات التي كان القصد من ورائها الحصول على الاسقرار وتطويع الطبيعة لخدمة البشر..الا ان كل بيئة ومجتمع ذا طبيعة خاصة وسلوك خاص..فنتج لدينا هذا التمايز الرهيب في الثقافة والادراك..]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي العزيز/ العاصف الذهني
كل ما تقدم أتفق معك فيه تماماً ، و كان عرضك له عرضاً علمياً رزين ممزوجاً برشاقة لغوية و مسوحاً أدبياً ماتع مما أضفى على الفكرة و سدادها التلذذ بقرائتها و معالجة مفرداتها فشكراً لك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ان الغرض الحقيقي من الثقافة ..كان البحث عن الحقيقة وتسخيرها لخدمة ورفاهية الشعوب..واذا استثنينا الحالات الشاذة كالتسلط والديكتاتورية ..فان كل الشعوب استطاعت ان تندمج مع بعضها البعض وتتفاعل بشكل رائع عبر التاريخ فنتجت لدينا حركات تجارية دولية كطريق الحرير مثلا..وممر راس الرجاء الصالح..وهذا الاندماج الثقافي والفكري لم يكن على حساب الخصوصية..فقد احتفظ كل شعب وكل ثقافة بخصوصية معينة تميزها عن الاخرى رغم التفاعل الحاصل والتبادل المستمر فيما بينها..]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
]أخي الغالي/ العاصف الذهني
لابد أولاً أن نلمح لمعنى الثقافة فيما إذا ما أضيفت إلى المجتمعات و الأمم، فيمكننا القول: أن الثقافة إذا ما أضيف لأمة من الأمم فنقصد بها: تراث الأمة الحضاري و الفكري في جميع جوانبه النظرية و العملية الذي تمتاز به الأمة، و عرفها بعض البحاثين بقوله:( هي أسلوب الحياة السائد في مجتمع من المجتمعات)، فظهر من هذا التعريف الخلط البين و التظارب الجلي في ما ذكرته آنفاً، فقولك -رعاك الله- : .... حركات تجارية دولية كطريق الحرير مثلا.. وممر رأس الرجاء الصالح.. وهذا الاندماج الثقافي و الفكري!!) فإن المصالح الدنوية العامة التي بها قوام بني الإنسان الاندماج بين شعوب العالم فيها تتحتمه الطبيعة و الحاجة الملحة فكوننا نعيش على أرض واحدة لابد أن تكون بيننا مصالح عامة مشتركة و إلا فكيف تستقر بنا الحياة، و هي حاجة مبنية على المصلحة تبقى ببقائها و تزول بزوالها. وما عنيناه في المقال الاندماج الفكري لا لندماج التجاري.[/b]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[والثقافة الاسلامية احد هذه الثقافات..التي حاولت جاهدة ان تظل ظاهرة وفاعلة في العالم اجمع..غير ان عوامل الفرقة والضعف والتشتت وخصوصا بعد انهيار الدولة الاندلسية..والتفسخ الاجتماعي الذي حصل منذ تلك الفترة ولحد الان..قد سبب تهميشا كبيرا لتلك الثقافة والتي كانت في يوم من الايام متسيدة ومسيطرة ومؤثرة على باقي الثقافات باعتبار انها جاءت جامعة لما قبلها..وهي تعتبر السبب والنواة الرئيسية للثقافة الغربية الحالية..وخصوصا في الناحية العلمية والعملية..
وان حدث وطالب احدهم باتباع او تقليد الثقافة الحالية..فان ذلك مرده وبشكل اساسي الى المطالبة اللاشعورية باسترداد المجد والعصر الذهبي لثقافة الاسلام..]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي الفاضل/ العاصف الذهني
هذه الحقيقة التي أثبتها أتفق معك فيها تماماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[اما ما يحدث من تقليد ومطالبة باتباع سلوكيات المجتمع الغربي جيدها وسيئها..فان ذلك مرده الى الرفض والثورة الداخلية على الانماط والعادات المعيقة والتي اصبحت بمثابة طابع سيء ورديء للمجتمعات العربية والاسلامية الحالية..والسبب وراء ذلك..هو ثقافة التسلط والتحكم ومنع اعمال العقل والفكر بشكل صحيح..
وقبل ان نؤاخذ س من الناس لانه قلد او اتبع ثقافة اخرى افضل من ثقافته الحالية..علينا قبل كل ذلك تحديد عامل الخلل والذي ادى به الى رفض الثقافة الحالية والمنهج الفكري الحالي..
المنطق يقول..انك لو كنت تمتلك ثقافة جيدة ورائعة ..ثقافة ومنهجا يحفزك على الانتاج والابداع والتطوير..وثقافة تؤمن باهميتك كانسان وفرد عامل ومؤثر في محيطك وبيئتك..فانك لن تتخلى عن هذه الثقافة ..الا اذا كنت مجنونا معتوها ..او جاهلا ..او معاندا ..
والسبب الاخير هو من يجعل الكثيرين من ابناء عمومتنا ..يختلى بشكل تدريجي عن ثقافته ويجاول الاندماج باي شكل بالثقافة الحالية المسيطرة..]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن هذه الأسباب لا تبرر و فقك الله الغارة على الثقافة الإسلامية و اطراحها، و الانبهار بالثقافة الغربية و التعلق بأهدابها و ما هي - أي: الثقافة الغربية - إلا خليط بين عقول بشرية و أديان محرفة و ثقافت متباينة، و إننا عندما نتألم من الواقع الإسلامي و العربي المعاصر لا يعني ذلك أن تخلى عن ثقافتنا الإسلامية ، التي اتفقنا ابتداءاً على أنها الثقافة المنقذة من ظلمات البشرية المعاصرة و دساتير العقول المضلة، يا فاضل إن هذه الأسباب و الوقوع فيها قد يمكننا أن نتصوره من جهلة الناس و عامتهم أما أن يكون الوقوع فيها من صفوة القوم و مثقفيهم، هذا هو المؤلم الذي يجعلنا نتكهن في حامل هذا الفكر تكهنات عدة!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ابحث عن الخلل ..وحاول ان تفسح المجال للفكر المبدع والخلاق..واعد العصر الذهبي لثقافة الاسلام..وصدقني عندها لن تجدا احدا ينادي باتباع او تقليد للحضارات والثقافات الاخرى..فاذا فقد المجتمع ثقافته وخصوصيته المنتجه ..تنائى افراده وتباعدوا ..وحلق كل منهم في فلك يلبي رغباته وينمي قدراته..]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما ما تضمنه عجز مقالك فعين الحق و الصواب .
أشكرك أخي الفاضل على مشاركتك الهادفة، و إطلالتك القشيبة التي أثرت الموضوع و لا شك ، فلك مني جزيل الشكر و أوفره.

زائر الليل
24 / 03 / 2006, 56 : 05 PM
بسم الله ....
الموضوع مهم فعلاً أخي مجمع البحرين ....
وأسمح لي بهذه المقدمة البسيطة قبل أن أدخل في صلب الموضوع ...
في البداية وقبل أن نؤيد أو نعارض أي دعوة تتعلق بحياتنا ومستقبلنا بشكل مباشر يجب أن نردها إلى الأساس الذي من أجله خلقنا في هذه الدنيا وأرسل لنا الرسل وأخذ علينا الميثاق به ....
ومن أجله خلقت الدنيا قبل أن نخلق وخلقت الآخرة والجنة والنار وكل مافي هذه الكون مرتبط به .... هذا الأساس هو عبادة الله سبحانه وتعالى ........
فإن توافقت هذه الدعوة مع هذا الأساس وفيها صالح لنا أخذنا بها وإن عارضته ضربنا بها عرض الحائط .... هذه هي القاعدة الشرعية التي يجب أن نتمسك بها ونسير عليها لتحقيق ما فيه صلاحنا ونجاحنا في الدنيا والآخرة ....
وكما نعلم جميعاً فإن العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة من كل ما ينافي ذلك ويضاده من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ......
ومعنى هذا الكلام أن عبادة الله لا تقتصر على القيام بالأركان والواجبات الشرعية المفروضة علينا وحسب بل تتعداه إلى إخلاص النية لله وسبحانه وتعالى وطلب رضاءه علينا سبحانه في كل أقولنا وأعمالنا في هذه الدنيا ..... وعدم التعرض لما يوجب سخط الله علينا سواء بالقول أو العمل ...
وعليه أعتقد أن المرء لا يلزمه الكثير من الفطنة والذكاء ليعلم فساد ما يدعوننا إليه هؤلاء الجحلط الذين أخذوا على عاتقهم محاربة الدين والفضيلة والدعوة لنشر الفساد والرذيلة بدعواتهم المتكررة لإستيراد النظم والثقافات الغربية لتطبيقها في بلاد المسلمين !!!!
هؤلاء الفاسدون المفسدون خرجوا عن القاعدة الشرعية الأساسية التي نسير عليها .... ولم يكتفوا بذلك وحسب بل دعوا إلى كسر هذه القاعدة والتخلص منها لأنها كما يقولون سبب رجعيتنا وتخلفنا !!!!
نسأل الله العافية والسلامة ....
أصبح من يدعو إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته رجعي ومتخلف .... وأصبح من يرفض ثقافات ونظم الدول الكافرة الفاسدة يرمى بتهم الإرهاب والتطرف والتشدد والغلو !!!!!
ما أريد التعقيب عليه هنا هو ما ذكره الأخ العزيز برين ستورم في رده حين قال :
لو كنت تمتلك ثقافة جيدة ورائعة ..ثقافة ومنهجا يحفزك على الانتاج والابداع والتطوير..وثقافة تؤمن باهميتك كانسان وفرد عامل ومؤثر في محيطك وبيئتك..فانك لن تتخلى عن هذه الثقافة ..الا اذا كنت مجنونا معتوها ..او جاهلا ..او معاندا ..
فأقول للأخ برين أننا نتمتلك بالفعل أفضل ثقافة ومنهج على وجه الأرض !!!!
ولا يوجد منهج ولاثقافة تهتم بالإنسان وتحفزه على التعلم والإبداع والإنتاج كمنهج الإسلام وثقافته ....
ولكننا لم نستفد من هذه الثقافة لأنها لم تطبق في مجتمعاتنا ولم يؤخذ بها لعدة إعتبارات لا يتسع المجال لذكرها هنا ....
إذاً المشكلة لا تكمن في عدم إمتلاكنا منهجاً واضحاً وثقافة غنية بكل ما يحتاجه الإنسان في هذه الدنيا ليتعلم ويطور ويبدع وينتج .........
بل المشكلة تكمن في عدم التمسك بالمنهج الإسلامي وتطبيقه ....
وكان من الأولى الدعوة لتطبيق المنهج الإسلامي ........ لا التخلي عنه ونبذه والدعوة لإستبداله بالمناهج والثقافات الفاسدة ...........
ودعني أطرح هذا التساؤل ؟؟
مالذي يريده أصحاب الدعوات لإستيراد الأنظمة والثقافات الغربية ؟؟؟
بمعنى آخر ما لذي يلزمنا من تلك الأنظمة والثقافات ؟؟؟
أعتقد أن مايلزمنا هو التطور العلمي والفكري .........
التطور الفكري يكمن في منهج الإسلام وثقافته ...... والتطور العلمي يمتلكه الغرب ...
طيب مالذي يمنعنا من إستيراد ما نحتاجه من الغرب وهو لا ينافي عبادة الله وطاعته ؟؟
نحن لسنا في حاجة للنظام الغربي كنظام .... فلدينا ما أهو أفضل منه بمراحل ...
نحن في حاجة للعلوم والتقنية التي يمتلكونها لكي نتقدم ونتطور كما تقدموا وتطوروا علمياً فقط ..
........ فهل يحرم ديننا الحصول على تلك العلوم ؟؟!!!!
الجواب ....... كلا
إذاً أين الخلل ؟؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح ....
أخي مجمع البحرين ....... أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع المميز ...
دمت بخير ...

أبو ياسر
24 / 03 / 2006, 38 : 06 PM
شكر الله لك أخي الغالي/ زائر الليل
فلقد عودتنا - رعاك الله - بطرحك العلمي الرزين و إسهابك الشيق المتين، و ما قدمته آنفاً عين الصواب و حقيق بأن تعقد عليه الخناصر و البناصر..
فالثقافة الإسلامية كفيلة بإنقاذ البشرية جمعى متى ما أخذت كما هي لا كما يريد أهل الأهواء، وإني أخي الغالي لأعجب من هؤلاء الذين يدعوننا إلى الاندماج الفكري مع الغرب و استيراد ثقافاتهم و نظمهم الني تخالف شرعتنا جملة و تفصيلا تجد أن كثير منهم إن لم يكن كلهم يجهلون الأسلام و ثقافته .. وهذه مفارقة عجيبة!! .. فكيف تتهم الثقافة الإسلامية بالقصور و أنت تجهلها، مما يدلك على أن القوم ركبوا مطايا الهوى ومن اتبع الهوى هوى!!
[[ التطور الفكري يكمن في منهج الإسلام وثقافته ...... والتطور العلمي يمتلكه الغرب ...
طيب مالذي يمنعنا من إستيراد ما نحتاجه من الغرب وهو لا ينافي عبادة الله وطاعته ؟؟
نحن لسنا في حاجة للنظام الغربي كنظام .... فلدينا ما أهو أفضل منه بمراحل ...
نحن في حاجة للعلوم والتقنية التي يمتلكونها لكي نتقدم ونتطور كما تقدموا وتطوروا علمياً فقط ..
........ فهل يحرم ديننا الحصول على تلك العلوم ؟؟!!!!
الجواب ....... كلا
إذاً أين الخلل ؟؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح ....]] ((اقتباس))
أشكرك أخي الفاضل/ زائر الليل، على هذه الإطلالة الموفقة التي أثرة الموضوع .
تقبل أزكى التحايا و أعطرها

ابوخالد
24 / 03 / 2006, 02 : 10 PM
احييكم جميعا ...واسهابكم في هذا الموضوع ...
وارى ان الاقوى دائما هو من يفرض ثقافته......كما فرضنا الاسلام من قبل بالسيف و بالحسنى ..
فقد أظهر المسلمون في قرطبه مدى صلاح هذا الاسلام لكل مجتمع حيث كانت اوروبا تعيش ظلام الجهل وتقبع في دهاليسه...
حين طغت الكنيسه على السلطه وحاربت المفكرين واتهمتهم بالهرطقه واعدمت الكثير منهم..
ولولا احتكاكهم بنا معشر الاسلام لما اخذوا مفاتيح العلوم وتمدنوا بعد ان كانوا مجموعات من البربر اللذين يعيشون على النهب والسلب والحروب ...وبعد سقوط اخر ممالك الاندلس وهو بنوا الاحمر ..كما تفضل الاخ برين دق اخر مسمار في نعش هذه الحضاره التي بهرت الدنيا لمدة ثمانية قرون وامدتها بعلوم الفلك والفلسفه والرياضيات والكيمياء ..وحتى الموسيقى والادب..
ولا انكر فضل عاصمة الدوله العباسيه بغداد ومكتبتها التى حوت الكثير من امهات الكتب..قبل ان يلقي بها التتار في مياه الفرات ...
ولكن ...
بعد تغير الموازين وتخلفنا لقرون لا يمنع من وجهة نظري ان نستفيد من العلوم التي لديهم ونترك المكابره والنظر لامجادنا المندثره ونحول الاقوال الى افعال ...
فحن لا نعرف قيمة الانسان ولا نقيم له وزنا ...ولا نعرف قيمة الوقت ولم نرجع الى تعاليم الدين حتى في خطب المساجد الا في الطهاره و واركان الاسلام ..ونسينا ان الاسلام اسس علوم الاقتصاد والاداره و الحقوق المدنيه ...
وما دمنا في زمن الرويبضه وعلو الاسافل ..فليس هناك سبيل في صد هؤلاء الا بانزال الناس منازلهم فلن نستطيع ان نسكت العالم الا بمقارعة الحجه بالحجه وليس بقول كان ابي ...

brain storm
24 / 03 / 2006, 17 : 10 PM
لافض فوك يا ابا خالد...
نحن الآن في الحضيض فكريا وصناعيا وحتى ثقافيا...
صحيح ان المنهج الاسلامي الصحيح كفيل باعادة المجد والرفعة لشعوبنا..لكننا بحاجة الى فترة من الزمن نعيد فيها صياغة كل شيء..ونغربل مالدينا من موروث بني على الخضوع والتسليم والاستهلاك..
ونحتاج الى نظم اجتماعية جديدة منبية على تقدير الكائن البشري واحترامه ومعاملته على انه اساس انتاج الحضارة ..
فاذا حصل وتخلصنا من السلبيات والقومية والعنصرية والهمجية الحاصلة لدينا..واذا نظرنا لمجتمع انتاجي مبدع مع تطبيق منهج الاسلام الصائب والصحيح عندها نكون قد بدأنا اولى الخطوات لتاسيس حضارة اسلامية ابداعية خلاقة..
اما الان فكل الذي لدينا..اناس يتنادون بانهم خير امة اخرجت للناس وهم ابعد ما يكونون عن ذلك..اما تشددا وتقتيرا ..واما تخلفا ورجعية واهمالا..ياخذون مايناسبهم فقط ويتماشى مع اهوائهم ومصالحهم ثم يدعون انه الدين الحق والخالص...!!!
فلا عجب ان ينفلت الناس وتتعدد المشارب..وتختلف التوجهات...
تحيااااااااااااااااااتي

أبو ياسر
25 / 03 / 2006, 14 : 12 AM
الأخوان الكريمان/ أبو خالد، العاصف الذهني
كانت الإظافة منكما محل اعتزاز مني و تقدير، فأستأذنكما في هذا التعليق..
قال أبو خالد - سدده الله -
[..ارى ان الاقوى دائما هو من يفرض ثقافته......كما فرضنا الاسلام من قبل بالسيف و بالحسنى ..
فقد أظهر المسلمون في قرطبه مدى صلاح هذا الاسلام لكل مجتمع حيث كانت اوروبا تعيش ظلام الجهل وتقبع في دهاليسه...
حين طغت الكنيسه على السلطه وحاربت المفكرين واتهمتهم بالهرطقه واعدمت الكثير منهم..
ولولا احتكاكهم بنا معشر الاسلام لما اخذوا مفاتيح العلوم وتمدنوا بعد ان كانوا مجموعات من البربر اللذين يعيشون على النهب والسلب والحروب ...وبعد سقوط اخر ممالك الاندلس وهو بنوا الاحمر ..كما تفضل الاخ برين دق اخر مسمار في نعش هذه الحضاره التي بهرت الدنيا لمدة ثمانية قرون وامدتها بعلوم الفلك والفلسفه والرياضيات والكيمياء ..وحتى الموسيقى والادب..
ولا انكر فضل عاصمة الدوله العباسيه بغداد ومكتبتها التى حوت الكثير من امهات الكتب..قبل ان يلقي بها التتار في مياه الفرات ...]
أخي الفاضل/ أبو خالد
ما ذكرته أعلاه أجد أننا جميعاً متفقون عليه تماماً و ليس محل جدل، لذا أشكرك على إثباته و إعادة صياغته في قالب علمي مدعم بشواهد تاريخية.
[ولكن ...
بعد تغير الموازين وتخلفنا لقرون لا يمنع من وجهة نظري ان نستفيد من العلوم التي لديهم ونترك المكابره والنظر لامجادنا المندثره ونحول الاقوال الى افعال ...]
أخي العزيز/ أبو خالد
أتفق معك أن الأمة الإسلامية قد تخلفت عن ركب الحضارة و التمدن و ذاك نتاج انتكاستها عسكرياً و ابتعادها عن المنهج الذي رسمه لها الأسلام بتعالميه السمحة ، كما أوافقك أنه يجب أن نأخذ من الغرب ما فيه صلاح دنيانا من تقنية و تكنلوجيا و حضارة، و لكن هل نحن بحاجة للغرب ثقافياً هنا القضية و هذا موضع الجدل..
أجد أننا متفقون جميعاً على أن الحل هو العودة للإسلام كما هو و نشر قيمه و أترك بقية الإجابة لأخي الفاضل/ العاصف الذهني حيث يقول:[صحيح ان المنهج الاسلامي الصحيح كفيل باعادة المجد والرفعة لشعوبنا..لكننا بحاجة الى فترة من الزمن نعيد فيها صياغة كل شيء..ونغربل مالدينا من موروث بني على الخضوع والتسليم والاستهلاك..
ونحتاج الى نظم اجتماعية جديدة منبية على تقدير الكائن البشري واحترامه ومعاملته على انه اساس انتاج الحضارة ..
فاذا حصل وتخلصنا من السلبيات والقومية والعنصرية والهمجية الحاصلة لدينا..واذا نظرنا لمجتمع انتاجي مبدع مع تطبيق منهج الاسلام الصائب والصحيح عندها نكون قد بدأنا اولى الخطوات لتاسيس حضارة اسلامية ابداعية خلاقة..]
لكن السؤال المطروح: هو هل نحن بحاجة للغرب ثقافياً و أعني بالثقافة ما أثبته في ردي على أخي الغالي/ العاصف الذهني، هذا السؤال لم تجيبا عليه - وفقكما الله - و ما ذكرتماه نتفق جميعاً عليه.
تحياتي

brain storm
25 / 03 / 2006, 35 : 12 AM
اخي مجمع البحرين...
ساخوض معك في تلك الجزئية والتي حاولت الاشارة اليها بالنفي بشكل غير مباشر في ردك علينا ( اقصد ابا خالد ومحدثك )..
دعنا نجري مقارنة بسيطة بيننا وبين الغرب في الوقت الحاضر...ولن نخوض في الماضي..اي بمعنى لن اسمح لاحد ان يعيد علينا تلك الترنيمة القديمة كنا وكنا الخ ...
ماذا نملك الآن من مقومات؟؟ وماذا يملكون؟؟

بمراجعة بسيطة سنجد الآتي:
1- نحن شعوب مستوردة..ومستهلكة..وهم شعوب منتجة على كافة الاصعدة..
2- نحن نستهلك ونستمتع برفاهية مؤقتة مزيفة وهم يبحثون ويطورون وينتجون في كل مرة
3- نحن لانقدر العقل والمنطق ونحارب التفكير والفلسفة اما جهلا او تسلطا وخوفا كماهو حاصل لدى الحكام العرب..بينما هم يحترمون العقل والفكر المخالف والمضاد ويقاربون من اجل ايجاد ارضيات مشتركة لمالديهم من معطيات
4-نحن لازلنا نتخبط فمواردنا مهدرة وثرواتنا معطلة ومسلوبة بينما هم لديهم طرقهم في الاستفادة من كل مصادر الثروة والقوة ..سواء المصدر البشري- المالي- الاجتماعي وكذلك الديني
5-يحترمون الانسان والفكر على الاقل في ارضهم ومع بني جنسهم ونحن غلبت علينا الاطماع والشهوات بشكل بتنا فيه اسوأ منهم خلقيا وسلوكيا
6-ليس لدينا انظمة تعليمية تعنى بالعمل والتجربة والتطبيق ..وكل مالدينا نظام تعليم ببغاوي قائم على الحشو بالغث دون السمين مع الترديد الغبي لا اكثر..وهم لديهم انظمة تعليمية متطورة جدا وقائمة على البحث والتجربة والممارسة قبل التنظير
7-ميزانيات بلداننا تعاني من الهدر وسوء الادارة والفساد بينما هم يعملون وفق نظم وميزانيات محددة ولاهداف مسجلة ومعروفة سلفا والغرض منها انتاج الجديد والمفيد
8- نحن لا نحترم الوقت للاسف..وطالما الشعب لا يحترم الوقت فلن يجد من يحترمه ..على عكسهم فهم يحترمون الوقت ولديهم انظمة صارمة في هذا الشان..

مثال آخر ساخر..
في عام 2004 قدمت احدى دور الدراسات العربية واعتقد انها في بريطانيا هذا التقرير..
1- مجمل ميزانيات الدول العربية مجتمعة المخصصة للبحث العلمي لذلك العام لم يصل الى ما نسبته 10% من مجمل ميزانية دولة اسرائيل المخصصة للبحث العلمي
2- مجمل الانتاج العربي الفكري والادبي ( اصدار وتاليف الكتب) لم يصل الى نسبة 1% من مجمل الانتاج الادبي والعلمي لدولة اسبانيا وهي دولة شبيه بالدول العربية من ناحية الاقتصاد..
أبعد كل هذا ...ستاتي اخي الفاضل وتشير بشكل غير مباشر اننا لسنا بحاجة الى ثقافتهم وعلومهم...لا تغالط نفسك ولا تحاول انكار وضع سيء حاصل...
فاذا اردتم البدء فابدؤ من حيث انتهى الآخرون ...
تحيااااااااااااااااااااااااااااااااتي

أبو ياسر
25 / 03 / 2006, 11 : 01 AM
اخي مجمع البحرين...
ساخوض معك في تلك الجزئية والتي حاولت الاشارة اليها بالنفي بشكل غير مباشر في ردك علينا ( اقصد ابا خالد ومحدثك )..
دعنا نجري مقارنة بسيطة بيننا وبين الغرب في الوقت الحاضر...ولن نخوض في الماضي..اي بمعنى لن اسمح لاحد ان يعيد علينا تلك الترنيمة القديمة كنا وكنا الخ ...
ماذا نملك الآن من مقومات؟؟ وماذا يملكون؟؟
بمراجعة بسيطة سنجد الآتي:
1- نحن شعوب مستوردة..ومستهلكة..وهم شعوب منتجة على كافة الاصعدة..
2- نحن نستهلك ونستمتع برفاهية مؤقتة مزيفة وهم يبحثون ويطورون وينتجون في كل مرة
3- نحن لانقدر العقل والمنطق ونحارب التفكير والفلسفة اما جهلا او تسلطا وخوفا كماهو حاصل لدى الحكام العرب..بينما هم يحترمون العقل والفكر المخالف والمضاد ويقاربون من اجل ايجاد ارضيات مشتركة لمالديهم من معطيات
4-نحن لازلنا نتخبط فمواردنا مهدرة وثرواتنا معطلة ومسلوبة بينما هم لديهم طرقهم في الاستفادة من كل مصادر الثروة والقوة ..سواء المصدر البشري- المالي- الاجتماعي وكذلك الديني
5-يحترمون الانسان والفكر على الاقل في ارضهم ومع بني جنسهم ونحن غلبت علينا الاطماع والشهوات بشكل بتنا فيه اسوأ منهم خلقيا وسلوكيا
6-ليس لدينا انظمة تعليمية تعنى بالعمل والتجربة والتطبيق ..وكل مالدينا نظام تعليم ببغاوي قائم على الحشو بالغث دون السمين مع الترديد الغبي لا اكثر..وهم لديهم انظمة تعليمية متطورة جدا وقائمة على البحث والتجربة والممارسة قبل التنظير
7-ميزانيات بلداننا تعاني من الهدر وسوء الادارة والفساد بينما هم يعملون وفق نظم وميزانيات محددة ولاهداف مسجلة ومعروفة سلفا والغرض منها انتاج الجديد والمفيد
8- نحن لا نحترم الوقت للاسف..وطالما الشعب لا يحترم الوقت فلن يجد من يحترمه ..على عكسهم فهم يحترمون الوقت ولديهم انظمة صارمة في هذا الشان..
مثال آخر ساخر..
في عام 2004 قدمت احدى دور الدراسات العربية واعتقد انها في بريطانيا هذا التقرير..
1- مجمل ميزانيات الدول العربية مجتمعة المخصصة للبحث العلمي لذلك العام لم يصل الى ما نسبته 10% من مجمل ميزانية دولة اسرائيل المخصصة للبحث العلمي
2- مجمل الانتاج العربي الفكري والادبي ( اصدار وتاليف الكتب) لم يصل الى نسبة 1% من مجمل الانتاج الادبي والعلمي لدولة اسبانيا وهي دولة شبيه بالدول العربية من ناحية الاقتصاد..
أبعد كل هذا ...ستاتي اخي الفاضل وتشير بشكل غير مباشر اننا لسنا بحاجة الى ثقافتهم وعلومهم...لا تغالط نفسك ولا تحاول انكار وضع سيء حاصل...
فاذا اردتم البدء فابدؤ من حيث انتهى الآخرون ...
تحيااااااااااااااااااااااااااااااااتي
يا صاحبي الفاضل/ العاصف الذهني
أجدني مضطراً لإعادة تعريف الثقافة إذا ما إضيقت للأمة و هي: أخلاق الناس و قيمهم و سلوكهم و عقائدهم و أفكارهم، فمجموع ذلك يشكل الثقافة التي تميز الأمم بعضها عن البعض.
أما ماعدى ذلك فالاندماج بين الأمم فيه من تبادل المعارف و المخترعات و المصالح فأمر واجب، و كل أمة حصيفة تستورد من غيرها ما فيه صلاحها و استقامة عيشها، وحسبي بعقلك الفطن أنه فهم ما أرمي أليه.
تحياتي

brain storm
25 / 03 / 2006, 21 : 01 AM
اخي الفاضل \مجمع البحرين..
احسبك قد فهمت ما رميت اليه في تعليقي الاخير ...!!!
كنت احدثك عن مقومات تكوين حضارة باكملها ...والثقافة ليست الا رداءها الخارجي...
فهل عرفت الان كم من الزمن يلزمنا لكي نوفر تلك المقومات ؟؟؟
هل عرفت اخي الكريم..اننا في الحضيض ام لا؟؟؟
ام تراك انت الآخر تعشق ترديد كنا وكانوا..؟؟؟
خذ علمهم واساليبهم ودع عنك عاداتهم وانماط حياتهم الاجتماعية...لكننا لا كعبا بلغنا ولا كلابا..
حتى همجيتهم وانحطاطهم تتم في صور منظمة ...ونحن همجيون بالفطرة الا من رحم ربك..ومشي حالك..
تحياااااااااااااااااااااتي

أبو ياسر
25 / 03 / 2006, 51 : 01 AM
[خذ علمهم واساليبهم ودع عنك عاداتهم وانماط حياتهم الاجتماعية...لكننا لا كعبا بلغنا ولا كلابا..]

أخي العزيز/ العاصف الذهني
هذه هي الإجابة التي كنت أريدها بوركت و بورك قلمك..
طاب يومك..
تقبل أوفر التحايا وعطرها

الكاظم
22 / 12 / 2006, 01 : 01 AM
أخي مجمع البحرين ..
أشكرك على الموضوع ..

أبو ياسر
23 / 12 / 2006, 26 : 12 PM
العفو أخي الكاظم و الشكر لك على تعليقك الذي حفلت به ..
الموضوع قديم كما ترى أخي العزيز و لكنه متجدد الطرح على الساحة الثقافية اليوم و لم يفصل فيه بعد ...
أخي الغالي الكاظم انا في تطلع لرأيك .. فالشكر في مثل هذه المواضيع الحوارية و إن كنا نرحب به غير ان ترحيبنا سيشتد لرأي و الفكرة ...

تقبل تحياتي العطرة