أبو ياسر
13 / 03 / 2006, 06 : 02 PM
تحت ضوء القمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ليلة سرى فيها القمر ينشر ضياءه في الأرجاء فصافح أمواج البحر فتراقص البحر تحية له وهب نسيم البحر البارد ليضفي على الكون السكون، و زينت السماء بالنجوم ، وأطل القمر من وراء الأفق، لترتسم لوحة ربانية ، يعز على ريش الفنانين رسمها ، وتتكسر أقلام الأدباء إن رامت تجسيدها في أحرف و كلمات، في هذا الجو الشعوري الهادئ يختفي كل صوت غير صوت العاشقين و يخبوا كل نفس إلى زفير وشهيق تطلقه أرواح العابدين و قوفاً بين يد أرحم الأرحمين.
عندها آثرت أن أخلو بقلمي، لأحدثه و يحدثني ، فرحت أكد الذهن و أستجمع الفكر عل يراعي أن يتدفق بروائع الكلم و أسورة الحسن، فبينا أنا كذلك إذ قدح بي الفكر و انهالت علي فرائد الكلم، فالتقطت القلم ، لأزيح عنه لجامه، فاستعصى علي و ما أسلم عنانه لي، راودته عن نفسه فاستعصم و نأى بجانبه، ، عجبت لحاله و تأوهت لفعاله، فبين أنا كذلك إذا بضاحك يضحك فالتفت فإذا بأوراقي تضحك لحالي قائلة: إني أعلم حاله و أدري ما لذي جرى له، قلت : أفصحي فلقد ازداد عجبي، فاستدارت ثم أقبلت بوجهها علي و قالت: ألم تر يا هذا آلاف الكتبة الذين يغيرون بأقلامهم على المبادئ و القيم، و يتخذون من الأقلام الوسيلة لتزلف إلى البلاط الأمراء و الساسة، ألا ترى يا هذا الأقلام المستأجرة التي تهدم و لا تبني هم الواحد منهم ملأ المساحة التي استأجر للكتابة فيها غير آبه بعقول من يقرأ له، و لا تريد بعد ذلك كله أن يحزن القلم، سكتت أوراقي وعادت مكانها فشكرتها، وأقبلت على قلمي فرأيت أدمعه تترقرق في عينيه فحملته ببناني و رحت أقلبه بأناملي و أهمس في أذنه: يا قلم إن في الأمة أقلام صادقة، أخذت العهد و الميثاق أن تمضي قدماً، في نشر الخير و الفضيلة و إن كان الثمن أرواحهم، فلا تبتئس لحال من أساء لك و كن طيعاً لمن أراد الكتابة بك، فأومأ برأسه أن نعم، إذا بأشعة الشمس تمزق أستار الليل معلنة بداية يوم جديد، فلملمت أوراقي و عدت إلى داري و أنا في عجب مما جرى لي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ليلة سرى فيها القمر ينشر ضياءه في الأرجاء فصافح أمواج البحر فتراقص البحر تحية له وهب نسيم البحر البارد ليضفي على الكون السكون، و زينت السماء بالنجوم ، وأطل القمر من وراء الأفق، لترتسم لوحة ربانية ، يعز على ريش الفنانين رسمها ، وتتكسر أقلام الأدباء إن رامت تجسيدها في أحرف و كلمات، في هذا الجو الشعوري الهادئ يختفي كل صوت غير صوت العاشقين و يخبوا كل نفس إلى زفير وشهيق تطلقه أرواح العابدين و قوفاً بين يد أرحم الأرحمين.
عندها آثرت أن أخلو بقلمي، لأحدثه و يحدثني ، فرحت أكد الذهن و أستجمع الفكر عل يراعي أن يتدفق بروائع الكلم و أسورة الحسن، فبينا أنا كذلك إذ قدح بي الفكر و انهالت علي فرائد الكلم، فالتقطت القلم ، لأزيح عنه لجامه، فاستعصى علي و ما أسلم عنانه لي، راودته عن نفسه فاستعصم و نأى بجانبه، ، عجبت لحاله و تأوهت لفعاله، فبين أنا كذلك إذا بضاحك يضحك فالتفت فإذا بأوراقي تضحك لحالي قائلة: إني أعلم حاله و أدري ما لذي جرى له، قلت : أفصحي فلقد ازداد عجبي، فاستدارت ثم أقبلت بوجهها علي و قالت: ألم تر يا هذا آلاف الكتبة الذين يغيرون بأقلامهم على المبادئ و القيم، و يتخذون من الأقلام الوسيلة لتزلف إلى البلاط الأمراء و الساسة، ألا ترى يا هذا الأقلام المستأجرة التي تهدم و لا تبني هم الواحد منهم ملأ المساحة التي استأجر للكتابة فيها غير آبه بعقول من يقرأ له، و لا تريد بعد ذلك كله أن يحزن القلم، سكتت أوراقي وعادت مكانها فشكرتها، وأقبلت على قلمي فرأيت أدمعه تترقرق في عينيه فحملته ببناني و رحت أقلبه بأناملي و أهمس في أذنه: يا قلم إن في الأمة أقلام صادقة، أخذت العهد و الميثاق أن تمضي قدماً، في نشر الخير و الفضيلة و إن كان الثمن أرواحهم، فلا تبتئس لحال من أساء لك و كن طيعاً لمن أراد الكتابة بك، فأومأ برأسه أن نعم، إذا بأشعة الشمس تمزق أستار الليل معلنة بداية يوم جديد، فلملمت أوراقي و عدت إلى داري و أنا في عجب مما جرى لي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ