ماهر الماهر
05 / 03 / 2006, 12 : 01 PM
لغز الجثث المتحللة يثير الفزع بعد ارتفاع الوفيات إلى 29
قصاص الأثر يؤكد وجود آثار سيارة بجوار بعض جثث رنية والرؤوس معصوبة بأشمغة
جثة متحللة يرجح وفاتها في فصل الشتاء
ما زالت ظاهرة العثور على جثث متحللة في محافظة رنية تمثل لغزا محيرا لجميع السكان والأجهزة الأمنية خاصة في ظل تصاعد أعداد الجثث التي يعثر عليها يوميا حتى وصل عددها إلى 29 جثة خلال 7 أشهر، الأمر الذي أثار حالة من الذعر والهلع بين سكان المحافظة. ورجح قصاص الأثر مفلح فهيد السبيعي وجود دوافع جنائية وراء هذه الوفيات خاصة وأن بعض الجثث وجدت بجانبها آثار سيارة. وكشف عن أن عددا كبيرا من الجثث وجدت معصوبة الرأس بالشماغ أو الغترة، وهذا لا يتفق- من وجهة نظره - مع طبيعة من يموت من العطش، حيث يعمد إلى التخلص مما عليه من ملابس.
ويشير مفلح أيضا إلى العثور على أكثر من جثة في مكان واحد، وهو أمر غير منطقي خاصة إذا علمنا أن بعضها وجدت على مسافة قريبة من حي الدار البيضاء أي على بعد حوالي 2 كلم فقط.
وكانت الظاهرة قد بدأت منذ منتصف العام الماضي، واعتبرت في البداية أمرا طبيعيا نظرا لطبيعة المحافظة الجغرافية، التي تتميز بوجود الكثبان الرملية والصحاري الممتدة لمسافات شاسعة، إضافة إلى أنها مفتوحة على جميع المناطق المحيطة بها مثل الرياض ومكة المكرمة والباحة وعسير بخلاف أنها منطقة زراعية ورعوية، الأمر الذي جعلها موقعا لجذب العمالة المخالفة والمتسللة نظرا لوفرة فرص العمل بها.
وبمرور الأيام تحولت القضية من مجرد العثور على جثة أو جثتين أو ثلاث إلى ظاهرة متنامية حيث ارتفع عدد الجثث التي عثر عليها متحللة إلى 29 جثة حتى الآن.
وأثارت الظاهرة تساؤلات المواطنين والمقيمين حول دلالاتها وأسبابها بل بات الأمر محيرا للجميع مع ارتفاع عدد الجثث.
ومع اكتشاف كل جثة، تقوم الشرطة بالكشف المبدئي عليها ثم تستدعي الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي وخبير البصمات من الطائف، ثم ترسل الجثة تلو الأخرى إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف لإتمام عملية الكشف والتحليل لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية.
وفي بعض الأحيان كانت تصل من الطائف إلى رنية فرقة أمنية تظل في المحافظة فترة طويلة من أجل البحث والتقصي، ولكنها لا تصل إلى شيء، رغم اقتناعها بأن كثرة عدد الجثث أمر غير طبيعي واحتمال وجود الشبهة الجنائية كبير.
ومع استمرار مسلسل العثور على الجثث، قامت الشرطة بتقسيم المحافظة إلى أربع مناطق رئيسية، يتم مسحها بالتناوب بهدف الوصول إلى جثث جديدة قبل أن تتحلل. وتم استخدام الطيران التابع للدفاع المدني في عمليات المسح. وأنهى الضباط تقسيم المحافظة ثم بدأت الفرق الأمنية عملية مسح المناطق.
وكان يتم في السابق العثور على الجثث عن طريق المواطنين، ولكن بعد التقسيم استطاعت الفرق الأمنية خلال ثلاثة أيام فقط العثور على 8 جثث في منطقة الحمان الواقعة شرق محافظة رنية على بعد حوالي 20 كلم من رنية. وما زال البحث مستمرا عن مزيد من الجثث.
"الوطن"التقت عددا من المواطنين والمقيمين لمناقشة أسباب هذه الظاهرة من وجهة نظرهم
حيث قال المواطن محمد شويع السبيعي، وهو من كبار السن (90 سنة)
إنه لم يسبق أن سمع طوال حياته عن مثل هذه الظاهرة في رنية. وأضاف أنه إذا حدثت حالات وفاة في صحراء رنية فهي لم تكن تتجاوز حالة أو حالتين في السنة، وتكون مثار جدل كبير في البلد. أما أن يصل عدد الوفيات إلى 29 حالة، فهذا أمر غريب، مرجحا أن تكون الوفاة بسبب العطش في الصحراء.
ويصف المواطن فواز محمد الفراج
كيفية عثور أطفاله على إحدى هذه الجثث في أحد الجبال الواقعة جنوب رنية على بعد 5 كيلومترات. وأضاف أنه لم يصدق أطفاله عندما أخبروه بوجود هيكل عظمي لرجل في الجبل، وصعد معهم إلى الموقع المذكور وتأكد بنفسه من صحة المعلومات. وقال الفراج إنه وجد عظام الجثة مفككة عن بعضها وكان الوجه وأعلى الصدر مغطى ببطانية ما يشير إلى أن الوفاة حدثت في فصل الشتاء الماضي.
وأشار إلى أنه قام على الفور بإبلاغ الجهات الأمنية التي حضرت للموقع. وأكد أن أطفاله تأثروا من هذا المشهد بشكل كبير.
وذكر المواطن خالد مترك السبيعي
أنه عثر على جثتين في منطقة الحمان الواقعة شرق المحافظة أثناء بحثه عن بعض جماله، حيث فوجئ بهذا المنظر الرهيب فتوجه إلى الشرطة لإبلاغها بما رآى.
من جانب آخر، ذكر مجموعة من المقيمين في المحافظة،
ومنهم محمود سعيد محمود (مصري- مدرب بنادي الأغر)
في رنية أن هذه الظاهرة غريبة على مجتمع رنية، وأن السكان من المواطنين والمقيمين يتابعونها عبر "الوطن"، مؤكدا أنها أصبحت حديث المجالس. وأضاف أن بعض المقيمين لا يعلمون سبب هذه الظاهرة، مشيدا بالأمن الذي تنعم به المحافظة والثقة الكبيرة في رجال الأمن.
واستبعد محمود أن يكون سبب الوفاة دوافع جنائية نظرا لما يتمتع به سكان المحافظة من طيبة وأخلاق حميدة، خاصة وأن المتوفين لا يحملون معهم في الغالب أموالا أو أشياء ثمينة تستحق ارتكاب جريمة قتل.
وقال المقيم البنجلاديشي عبدالقادر
إن العمال أصبحوا يخافون من العمل خارج المحافظة بعد انتشار أخبار هذه الظاهرة، وإنهم يرفضون الركوب مع أي شخص لا يعرفونه، بل إنهم اتفقوا فيما بينهم على ضرورة النزول من السيارة عندما تتجاوز نقطة التفتيش الواقعة عند مدخل المحافظة الجنوبي أو الشمالي. وأضاف أنه في إحدى المرات طلبت الشرطة من بعض العمال الصعود إلى سيارة الشرطة لعمل ما، وبعدما أوشكت السيارة على الخروج من المحافظة ساور العمال حالة من الخوف والتوجس، فسألوا رجال الأمن عن العمل المطلوب، فأخبروهم بوجود عزيمة في الجبال.
ثم اكتشفوا بعد الوصول إلى أحد الجبال خلف حي الدار البيضاء (جبل كلان) وجود جثتين. وأضاف عبدالقادر أن العمال اضطروا لحمل الجثتين إلى إحدى السيارات، وكانت عليهما آثار دماء.
من جانبه، ذكر مدير شرطة رنيه المقدم عبدالله شنان الزهراني لـ"الوطن"
أن الجثة الأخيرة التي عثر عليها قرب موقع الجثث السابقة في مربع واحد يقع شرق المحافظة في رمال الحمان الواقعة شرق جبل كلان لم تثبت المعاينة الأولية وجود أي شبهة جنائية وراء وفاة صاحبها. ونفى وجود أي دوافع جنائية حتى الآن وراء هذه الجثث.
أما ما يدور في مجالس المحافظة فيرجح وجود الدوافع الجنائية حيث لا يعقل أن يموت 29 شخصا بسبب العطش في مكان واحد، إضافة إلى أن الجثث الأخيرة وجدت خلال الأيام الماضية مما يرجح وفاتها قبل حوالي شهر أو شهرين أي في فصل الشتاء البارد مما يضعف احتمال الوفاة بسبب العطش. وأجمع المواطنون على ضرورة التحرك السريع لمواجهة هذه الجرائم قبل أن يتطور الوضع ويطال المواطنين.
قصاص الأثر يؤكد وجود آثار سيارة بجوار بعض جثث رنية والرؤوس معصوبة بأشمغة
جثة متحللة يرجح وفاتها في فصل الشتاء
ما زالت ظاهرة العثور على جثث متحللة في محافظة رنية تمثل لغزا محيرا لجميع السكان والأجهزة الأمنية خاصة في ظل تصاعد أعداد الجثث التي يعثر عليها يوميا حتى وصل عددها إلى 29 جثة خلال 7 أشهر، الأمر الذي أثار حالة من الذعر والهلع بين سكان المحافظة. ورجح قصاص الأثر مفلح فهيد السبيعي وجود دوافع جنائية وراء هذه الوفيات خاصة وأن بعض الجثث وجدت بجانبها آثار سيارة. وكشف عن أن عددا كبيرا من الجثث وجدت معصوبة الرأس بالشماغ أو الغترة، وهذا لا يتفق- من وجهة نظره - مع طبيعة من يموت من العطش، حيث يعمد إلى التخلص مما عليه من ملابس.
ويشير مفلح أيضا إلى العثور على أكثر من جثة في مكان واحد، وهو أمر غير منطقي خاصة إذا علمنا أن بعضها وجدت على مسافة قريبة من حي الدار البيضاء أي على بعد حوالي 2 كلم فقط.
وكانت الظاهرة قد بدأت منذ منتصف العام الماضي، واعتبرت في البداية أمرا طبيعيا نظرا لطبيعة المحافظة الجغرافية، التي تتميز بوجود الكثبان الرملية والصحاري الممتدة لمسافات شاسعة، إضافة إلى أنها مفتوحة على جميع المناطق المحيطة بها مثل الرياض ومكة المكرمة والباحة وعسير بخلاف أنها منطقة زراعية ورعوية، الأمر الذي جعلها موقعا لجذب العمالة المخالفة والمتسللة نظرا لوفرة فرص العمل بها.
وبمرور الأيام تحولت القضية من مجرد العثور على جثة أو جثتين أو ثلاث إلى ظاهرة متنامية حيث ارتفع عدد الجثث التي عثر عليها متحللة إلى 29 جثة حتى الآن.
وأثارت الظاهرة تساؤلات المواطنين والمقيمين حول دلالاتها وأسبابها بل بات الأمر محيرا للجميع مع ارتفاع عدد الجثث.
ومع اكتشاف كل جثة، تقوم الشرطة بالكشف المبدئي عليها ثم تستدعي الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي وخبير البصمات من الطائف، ثم ترسل الجثة تلو الأخرى إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف لإتمام عملية الكشف والتحليل لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية.
وفي بعض الأحيان كانت تصل من الطائف إلى رنية فرقة أمنية تظل في المحافظة فترة طويلة من أجل البحث والتقصي، ولكنها لا تصل إلى شيء، رغم اقتناعها بأن كثرة عدد الجثث أمر غير طبيعي واحتمال وجود الشبهة الجنائية كبير.
ومع استمرار مسلسل العثور على الجثث، قامت الشرطة بتقسيم المحافظة إلى أربع مناطق رئيسية، يتم مسحها بالتناوب بهدف الوصول إلى جثث جديدة قبل أن تتحلل. وتم استخدام الطيران التابع للدفاع المدني في عمليات المسح. وأنهى الضباط تقسيم المحافظة ثم بدأت الفرق الأمنية عملية مسح المناطق.
وكان يتم في السابق العثور على الجثث عن طريق المواطنين، ولكن بعد التقسيم استطاعت الفرق الأمنية خلال ثلاثة أيام فقط العثور على 8 جثث في منطقة الحمان الواقعة شرق محافظة رنية على بعد حوالي 20 كلم من رنية. وما زال البحث مستمرا عن مزيد من الجثث.
"الوطن"التقت عددا من المواطنين والمقيمين لمناقشة أسباب هذه الظاهرة من وجهة نظرهم
حيث قال المواطن محمد شويع السبيعي، وهو من كبار السن (90 سنة)
إنه لم يسبق أن سمع طوال حياته عن مثل هذه الظاهرة في رنية. وأضاف أنه إذا حدثت حالات وفاة في صحراء رنية فهي لم تكن تتجاوز حالة أو حالتين في السنة، وتكون مثار جدل كبير في البلد. أما أن يصل عدد الوفيات إلى 29 حالة، فهذا أمر غريب، مرجحا أن تكون الوفاة بسبب العطش في الصحراء.
ويصف المواطن فواز محمد الفراج
كيفية عثور أطفاله على إحدى هذه الجثث في أحد الجبال الواقعة جنوب رنية على بعد 5 كيلومترات. وأضاف أنه لم يصدق أطفاله عندما أخبروه بوجود هيكل عظمي لرجل في الجبل، وصعد معهم إلى الموقع المذكور وتأكد بنفسه من صحة المعلومات. وقال الفراج إنه وجد عظام الجثة مفككة عن بعضها وكان الوجه وأعلى الصدر مغطى ببطانية ما يشير إلى أن الوفاة حدثت في فصل الشتاء الماضي.
وأشار إلى أنه قام على الفور بإبلاغ الجهات الأمنية التي حضرت للموقع. وأكد أن أطفاله تأثروا من هذا المشهد بشكل كبير.
وذكر المواطن خالد مترك السبيعي
أنه عثر على جثتين في منطقة الحمان الواقعة شرق المحافظة أثناء بحثه عن بعض جماله، حيث فوجئ بهذا المنظر الرهيب فتوجه إلى الشرطة لإبلاغها بما رآى.
من جانب آخر، ذكر مجموعة من المقيمين في المحافظة،
ومنهم محمود سعيد محمود (مصري- مدرب بنادي الأغر)
في رنية أن هذه الظاهرة غريبة على مجتمع رنية، وأن السكان من المواطنين والمقيمين يتابعونها عبر "الوطن"، مؤكدا أنها أصبحت حديث المجالس. وأضاف أن بعض المقيمين لا يعلمون سبب هذه الظاهرة، مشيدا بالأمن الذي تنعم به المحافظة والثقة الكبيرة في رجال الأمن.
واستبعد محمود أن يكون سبب الوفاة دوافع جنائية نظرا لما يتمتع به سكان المحافظة من طيبة وأخلاق حميدة، خاصة وأن المتوفين لا يحملون معهم في الغالب أموالا أو أشياء ثمينة تستحق ارتكاب جريمة قتل.
وقال المقيم البنجلاديشي عبدالقادر
إن العمال أصبحوا يخافون من العمل خارج المحافظة بعد انتشار أخبار هذه الظاهرة، وإنهم يرفضون الركوب مع أي شخص لا يعرفونه، بل إنهم اتفقوا فيما بينهم على ضرورة النزول من السيارة عندما تتجاوز نقطة التفتيش الواقعة عند مدخل المحافظة الجنوبي أو الشمالي. وأضاف أنه في إحدى المرات طلبت الشرطة من بعض العمال الصعود إلى سيارة الشرطة لعمل ما، وبعدما أوشكت السيارة على الخروج من المحافظة ساور العمال حالة من الخوف والتوجس، فسألوا رجال الأمن عن العمل المطلوب، فأخبروهم بوجود عزيمة في الجبال.
ثم اكتشفوا بعد الوصول إلى أحد الجبال خلف حي الدار البيضاء (جبل كلان) وجود جثتين. وأضاف عبدالقادر أن العمال اضطروا لحمل الجثتين إلى إحدى السيارات، وكانت عليهما آثار دماء.
من جانبه، ذكر مدير شرطة رنيه المقدم عبدالله شنان الزهراني لـ"الوطن"
أن الجثة الأخيرة التي عثر عليها قرب موقع الجثث السابقة في مربع واحد يقع شرق المحافظة في رمال الحمان الواقعة شرق جبل كلان لم تثبت المعاينة الأولية وجود أي شبهة جنائية وراء وفاة صاحبها. ونفى وجود أي دوافع جنائية حتى الآن وراء هذه الجثث.
أما ما يدور في مجالس المحافظة فيرجح وجود الدوافع الجنائية حيث لا يعقل أن يموت 29 شخصا بسبب العطش في مكان واحد، إضافة إلى أن الجثث الأخيرة وجدت خلال الأيام الماضية مما يرجح وفاتها قبل حوالي شهر أو شهرين أي في فصل الشتاء البارد مما يضعف احتمال الوفاة بسبب العطش. وأجمع المواطنون على ضرورة التحرك السريع لمواجهة هذه الجرائم قبل أن يتطور الوضع ويطال المواطنين.