المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية العصفور


سلطان آل حيدان
30 / 11 / 2005, 53 : 02 AM
حكاية العصفور!

يُحكى أن عصفوراً رقيقاً جلس في أحد الحقول مستلقياً على ظهره، رآه الفلاح الذي يحرث في الحقل وأبدى دهشته واستغرابه، فسأل العصفور: لماذا تستلقي على ظهرك هكذا؟ فأجابه العصفور الرقيق: سمعت أن السماء ستسقط اليوم. فضحك الفلاح كثيراً وقال له: وهل أنت تظن أن رجليك الرقيقتين النحيفتين ستمنعان السماء من السقوط على الأرض؟ فأجابه العصفور الرقيق: كل واحد يبذل ما في وسعه. إنها قصة من وحي الخيال، ولكنها ترتبط دائماً بأرض الواقع. معاني كثيرة نراها في هذه القصة: الأمل، الجرأة، عدم التسليم بالأمر الواقع، الثقة بالنفس، ولكن هناك معنى يرتبط تماماً بأحوال العرب والمسلمين في هذه الأيام. إنه معنى العمل والعطاء وتحمل المسؤولية بدلاً من إنكارها. الآن أصبحنا نضيع الوقت في تبادل الاتهامات وتحميل كل طرف للطرف الآخر مسؤولية الواقع الذي نعيشه. للأسف الشديد ارتفع صوت الإحباط، وفقد التفاؤل طريقه إلى قلوبنا، تملكتنا قناعة بأن الحاضر مظلم والغد حالك السواد، استغرقنا في الكلام والأحاديث التي تفند الأفعال والتصرفات على المستوى الجماعي، ونسينا ما ينبغي أن نفعله على المستوى الفردي، حكاية العصفور تقول لنا: إن الحل دائماً هو أن كل إنسان يبذل كل ما في وسعه في مجال عمله، ولا يشغل نفسه كثيراً بما يفعله الآخر، كل إنسان يجتهد في مجاله ويقدم فيه أفضل ما عنده، لنتخيل أن المدرس في مدرسته يبذل ما في وسعه، والمهندس في مصنعه يبذل ما في وسعه، والموظف في مؤسسته يبذل ما في وسعه، والطالب في معهده يبذل ما في وسعه، والتاجر في متجره يبذل ما في وسعه، والطبيب في عيادته يبذل ما في وسعه، والصحفي في جريدته يبذل ما في وسعه، والداعية في مجتمعه يبذل ما في وسعه، والأم في بيتها تبذل ما في وسعها، والسياسي في منصبه يبذل ما في وسعه، لو تخيلنا أن كل إنسان في مجتمعنا يبذل ما في وسعه، لو تخيلنا أن معظم الناس في مجتمعنا يبذلون ما في وسعهم، كيف ستكون الصورة عندئذ؟ بالتأكيد الصورة ستختلف، سنصير مجتمعاً يؤمن بقيمة الفعل والعطاء، مجتمعاً يخرج من دائرة التأثر ليدخل منطقة التأثير. والمشاكل التي نواجهها على مستوى المجتمعات نواجهها أيضاً على مستوى الأفراد، ولعل السؤال الذي ينبغي أن يطرحه كل إنسان على نفسه وهو يواجه مشكلة ما: هل أنا أبذل ما في وسعي؟ هل أبذل ما في وسعي في علاقتي مع الخالق عز وجل، هل أبذل ما في وسعي في عملي؟ هل أبذل ما في وسعي مع زوجتي وأولادي؟ هل أبذل ما في وسعي مع أقاربي وأصدقائي؟ أعتقد أن طرح هذه الأسئلة بجدية، والإجابة عنها بصراحة ومصداقية قد يغير أشياء كثيرة في حياتنا.. فهل انتم مستعدون للاجابة .. في انتظار مشاركتم جميعا .

ودمتمـ بحفظ الرحمنـ

زائر الليل
30 / 11 / 2005, 47 : 07 AM
أهلاً بالأخ سلطان ...
موضوع جميل ....
مصيبتنا يا أخي العزيز أن أكثرنا يبذل ما في وسعه في سبيل تحقيق مصالحه الشخصية بأي طريقة كانت حتى ولو كان على حساب مجتمع كامل ... يعني منتهى الأنانية والوصولية ...
ولذلك تجدنا دائماً نتفق على الا نتفق ......

كاشخ 24 ساعه
30 / 11 / 2005, 10 : 09 AM
مع احترامي لكاتب المقال


تريد منا ان نكون مثاليين .........(صعبه)


التغيير الامثل ان يكون نابع من الشخص نفسه بحيث لا يتوقف على قناعه معينه او مثاليه مطلقه



في كتاب لريتشارد كارلسون

يقول فيه

نحن ننصح دائما بالتحلي بالأخلاق العظيمة، وإيثار الغير والبعد عن الأنانية والتعاون..الخ. ولكن يبالغ كثيرون منا في ذلك، فيحملون أنفسهم فوق طاقتها، وهو ما لا ندعو إليه بالمرة.

هون على نفسك، فأنت إنسان:

كونك إنسانا يعني بالتبعية أنك معرض للخطأ. فنحن لسنا من الأنبياء المعصومين ولا من الملائكة المنزهين. ولكن كثيرين منا ينسون هذه الحقيقة، ويعاقبون أنفسهم أشد العقاب كلما أخطئوا، وهو أمر متكرر الحدوث بالطبع.

والحقيقة أن أسوأ خطأ يمكن أن نرتكبه بحق أنفسنا فعلا هو ألا نتسامح معها أو نهون عليها أخطاءها "الطبيعية". فكونك لا تسامح نفسك على أخطائها معناه أنك تجاهد نفسك ضد طبيعتها، وهي محاولة مقدر لها الفشل بالتأكيد. فنحن قد نستطيع أن نقوم أنفسنا، لكننا لا نستطيع أن نغير من صفاتها الأساسية.

وفي مجال العمل بوجه الخاص يعتبر الخطأ واردا بشكل مؤكد. فالأمر فيه كثير من التجارب والمحاولات والتحديث، وكلها أمور ذات نتائج غير مؤكدة النجاح. فإذا كان حديثنا السابق يصدق على الحياة بوجه عام، فهو يصدق على مجال العمل بشكل خاص بالتأكيد.

سلطان آل حيدان
30 / 11 / 2005, 40 : 12 PM
زائر الليل يعطيك العافية على مرورك الأكثر من رائع

أخوي كاشخ 24 ساعة
أشكرك على إبداء رأيك وأنا أحترم رأيك
ولكن كل شخص وطموحه بأن يكون
العالم الذي يحتويه متكامل
والكامل هو الله
ولكن ًلاح الخطأ وأن تعرف ما هو الخطأ وكيف تعدله
هذا ما نسعى إليه

أبو فـلاح
30 / 11 / 2005, 38 : 01 PM
يعطيك العافية أخي سلطان ....

أعتقد أن كل شخص قادر على إحداث التغييرات في حياته طالما وجدت ثقافة التغيير مجالا خصبا في جدوله اليومي .

ثقافة التغيير يجب أن تكون مزيجا من العلم والخبرة والمهارات والسلوك .وحجر العثرة في هذه الأسس هي السلوك وأن يكون الانسان غير قادر على تغيير نفسه وتمسكه الشديد بوضعه الحالي وعدم القدرة على بناء الذات بشكل أفضل مع رسم خطط واهداف مستقبلية تتناسب مع طموحاته ورغباته .

تقبل خالص تحيتي

سلطان آل حيدان
30 / 11 / 2005, 24 : 05 PM
ألف شكر لك يا جاش.نت على المرور