brain storm
20 / 09 / 2005, 14 : 07 PM
ما ساذكره الان..عبارة عن قصتين حقيقيتين..حصلتا منذ امد غير بعيد..والسبب الذي دعاني لوضعهما هنا..هو لاتاحة الفرصة للمقارنة والتعبير عن انفعالنا الاولي..فور انتهائنا من القراءة..
ورجائي من الزوار والقراء الكرام..عند تعليقهم ان يكتبوا بصراحة انفعالهم الاولي لحظة الانتهاء من القراءة..لان ذلك سيفيدنا جميعا...
ملاحظة..سانقل القصتين مع التعليقات كما كتبت..مع تصرف بسيط في تاريخ الاحداث..
==========================================
الزمان تغير..والقلوب تحجرت..والنفوس سكنتها الوحشية..وهربت منها عصافير الرحمة..وهجرتها اسراب الامان...ولم يعد الانسان انسانا!!!
في ( الاسبوع الماضي) ..( كان يقصد عام 1997) بكت الصحافة الايطالية حزنا على الصغيرة فانيسيا...التي كان من سؤ حظها ان تعيش زمانها الكئيب..زمن الصواريخ العابرة للقارات..والسيارات والرشاشات..والقنابل الحارقة..والغازات السامة..الزمن الذي صنع كل شيء ونسي ان يصنع لنفسه قلبا...!!!
تقول الحكاية: ان الاب (فاركون) خرج مع ابنته ( فانيسيا) في نزهة الى البحر..في عطلة نهاية الاسبوع..وداهمت الاب وهو يقود سيارته ازمة قلبية رغم ان عمره لم يتجاوز الثالثة والثلاثين..وفي هذه اللحظة..كانت سيارته تندفع في نفق مظلم..بالقرب من فلورنسا مدينة الفن في ايطاليا..وامهله القدر بضع ثوان كي يوقف سيارته ويهمس في اذ ابنته ان تعود للبيت ..ثم فارق الحياة...!!
وتركت الطفلة ذات السنوات الست سيارة والدها..وجثمانه مقلى فيها..وهرعت تبكي على الطريق تحاول ان توقف احدا تحكي له ماساة ابيها..ووقفت امام السيارات المندفعة على الطريق تطلب مساعدتها..مئات من السيارات عبرت امامها ولم يسال فيها احد!! واخذت الفتاة تجري حتى قطعت مسافة 2 كلم وهي تلهث مستنجدة بالسيارات المندفعة في جنون امامها ولم يتوقف احد..الى ان لمحها رجل يركب دراجة بخارية..فاسرع الى نجدتها وابلغ الشرطة...
كانت هذه هي حكاية الطفلة التي هزت قلوب الايطاليين بعد ان قضوا شهرا كاملا مع كاس العالم بانتصاراته وهزائمه...واسعار لاعبيه...
قرأت هذه الحكاية وتذكرت اخرى شهدتها ايطاليا منذ سنوات عديدة ..والفرق بين الحكايتين كبير...
في مدينة ايطالية ( اعتقد انها نابولي) خرج ذات يوم ضابط ايطالي كي يحارب في صفوف الجيش ..وكان معه كلبه الوفي..والذي اعتاد ان يتبعه كل يوم حتى محطة القطار التي يركب منها..ثم يعود الكلب الى البيت..ويذهب صاحبه الى عمله..وكثيرا ماكان يذهب في ميعاد عودة صاحبه وينتظره على محطة القطار ثم يعودان للبيت معا..
وذات يوم خرج الظابط..ولم يعد... فقد مات في الحرب ونسيه اهله وجيرانه واصحابه ورفاقه...ولم يعد يذكره احد الا كلبه الوفي...فقد كان الكلب يذهب كل يوم الى محطة القطار في موعد رجوع صاحبه ويقضي الساعات وهو ينظر في الوجوه ولايرى بينهم صديقه الذي سافر ولم يعد...
ومكث الكلب على ذلك وقتا طويلا يكرر الحكاية كل يوم ..حيث يذهب لانتظار صاحبه...وتسربت حكاية الكلب الوفي الى الحي الذي كان الظابط يسكن فيه..وبدا الناس يتوافدون كل يوم يشاهدون رحلة الكلب من منزل الظابط الى محطة الانتظار ولحظات انتظاره الاليمة وهو يحدق في عيون القادمين والمسافرين لعله يجد صاحبه بينهم..!!!
وشاعت الحكاية في المدينة كلها...وتناولتها الصحافة..وخرجت الاجهزة المحلية تقيم احتفالا للكلب الوفي...وصنعوا له طوقا من الذهب وضعوه في رقبته وسط احتفال مهيب تكريما للوفاء..وصارت حكاية الكلب الوفي تحكى للاطفال لعلهم يتعلمون الوفاء منها..!!!!
كانت هذه الحكاية منذ سنوات بعيدة مضت...وكان ينبغي ان يكون الاطفال الذين شاهدوها او سمعوا عنها...قد تعلموا منها معنى الوفاء...بعد ان اصبحوا الان آباء وامهات...ولكن هذا لم يحدث...!!!
ففي الوقت الذي كان الكلب فيه وفيا لصاحبه...كانت آلاف السيارات تندفع بجوار مدينة فلورنسا التي انجبت ( دانتي) و( دافنشي) والفن الخالد العظيم.......بينما كانت تقف طفلة صغيرة تطلب النجدة لانقاذ والدها من الموت..ولم تجد...رغم زحام الناس..!!!
والشيء المؤكد ان هناك ملايين الاطفال الذين يصرخون في اعماق الارض بعضهم يموت جوعا او عريا او ضياعا..وبعضهم يموت تحت سياط الظلم والقهر والطغيان...في زمن لبس قبعة الحضارة ..وامتهن براءة الاشياء..واستباح قدسية البشر...وارتكب ابشع الجرائم باسم الحضارة..وباسم الانسانية المزيفة والانسان الفاقد للوعي.........
الحضارة التي اتاحت للانسان ان يمتلك كل شيء...ونسيت ان تعلمه طريق الرحمة...........!!!!!!!!!!!!!!
انتهى.........
==========================================
من كتيب: ليس للحب أوان...للمبدع فاروق جويدة..
تحياتي..........
==========================================
ورجائي من الزوار والقراء الكرام..عند تعليقهم ان يكتبوا بصراحة انفعالهم الاولي لحظة الانتهاء من القراءة..لان ذلك سيفيدنا جميعا...
ملاحظة..سانقل القصتين مع التعليقات كما كتبت..مع تصرف بسيط في تاريخ الاحداث..
==========================================
الزمان تغير..والقلوب تحجرت..والنفوس سكنتها الوحشية..وهربت منها عصافير الرحمة..وهجرتها اسراب الامان...ولم يعد الانسان انسانا!!!
في ( الاسبوع الماضي) ..( كان يقصد عام 1997) بكت الصحافة الايطالية حزنا على الصغيرة فانيسيا...التي كان من سؤ حظها ان تعيش زمانها الكئيب..زمن الصواريخ العابرة للقارات..والسيارات والرشاشات..والقنابل الحارقة..والغازات السامة..الزمن الذي صنع كل شيء ونسي ان يصنع لنفسه قلبا...!!!
تقول الحكاية: ان الاب (فاركون) خرج مع ابنته ( فانيسيا) في نزهة الى البحر..في عطلة نهاية الاسبوع..وداهمت الاب وهو يقود سيارته ازمة قلبية رغم ان عمره لم يتجاوز الثالثة والثلاثين..وفي هذه اللحظة..كانت سيارته تندفع في نفق مظلم..بالقرب من فلورنسا مدينة الفن في ايطاليا..وامهله القدر بضع ثوان كي يوقف سيارته ويهمس في اذ ابنته ان تعود للبيت ..ثم فارق الحياة...!!
وتركت الطفلة ذات السنوات الست سيارة والدها..وجثمانه مقلى فيها..وهرعت تبكي على الطريق تحاول ان توقف احدا تحكي له ماساة ابيها..ووقفت امام السيارات المندفعة على الطريق تطلب مساعدتها..مئات من السيارات عبرت امامها ولم يسال فيها احد!! واخذت الفتاة تجري حتى قطعت مسافة 2 كلم وهي تلهث مستنجدة بالسيارات المندفعة في جنون امامها ولم يتوقف احد..الى ان لمحها رجل يركب دراجة بخارية..فاسرع الى نجدتها وابلغ الشرطة...
كانت هذه هي حكاية الطفلة التي هزت قلوب الايطاليين بعد ان قضوا شهرا كاملا مع كاس العالم بانتصاراته وهزائمه...واسعار لاعبيه...
قرأت هذه الحكاية وتذكرت اخرى شهدتها ايطاليا منذ سنوات عديدة ..والفرق بين الحكايتين كبير...
في مدينة ايطالية ( اعتقد انها نابولي) خرج ذات يوم ضابط ايطالي كي يحارب في صفوف الجيش ..وكان معه كلبه الوفي..والذي اعتاد ان يتبعه كل يوم حتى محطة القطار التي يركب منها..ثم يعود الكلب الى البيت..ويذهب صاحبه الى عمله..وكثيرا ماكان يذهب في ميعاد عودة صاحبه وينتظره على محطة القطار ثم يعودان للبيت معا..
وذات يوم خرج الظابط..ولم يعد... فقد مات في الحرب ونسيه اهله وجيرانه واصحابه ورفاقه...ولم يعد يذكره احد الا كلبه الوفي...فقد كان الكلب يذهب كل يوم الى محطة القطار في موعد رجوع صاحبه ويقضي الساعات وهو ينظر في الوجوه ولايرى بينهم صديقه الذي سافر ولم يعد...
ومكث الكلب على ذلك وقتا طويلا يكرر الحكاية كل يوم ..حيث يذهب لانتظار صاحبه...وتسربت حكاية الكلب الوفي الى الحي الذي كان الظابط يسكن فيه..وبدا الناس يتوافدون كل يوم يشاهدون رحلة الكلب من منزل الظابط الى محطة الانتظار ولحظات انتظاره الاليمة وهو يحدق في عيون القادمين والمسافرين لعله يجد صاحبه بينهم..!!!
وشاعت الحكاية في المدينة كلها...وتناولتها الصحافة..وخرجت الاجهزة المحلية تقيم احتفالا للكلب الوفي...وصنعوا له طوقا من الذهب وضعوه في رقبته وسط احتفال مهيب تكريما للوفاء..وصارت حكاية الكلب الوفي تحكى للاطفال لعلهم يتعلمون الوفاء منها..!!!!
كانت هذه الحكاية منذ سنوات بعيدة مضت...وكان ينبغي ان يكون الاطفال الذين شاهدوها او سمعوا عنها...قد تعلموا منها معنى الوفاء...بعد ان اصبحوا الان آباء وامهات...ولكن هذا لم يحدث...!!!
ففي الوقت الذي كان الكلب فيه وفيا لصاحبه...كانت آلاف السيارات تندفع بجوار مدينة فلورنسا التي انجبت ( دانتي) و( دافنشي) والفن الخالد العظيم.......بينما كانت تقف طفلة صغيرة تطلب النجدة لانقاذ والدها من الموت..ولم تجد...رغم زحام الناس..!!!
والشيء المؤكد ان هناك ملايين الاطفال الذين يصرخون في اعماق الارض بعضهم يموت جوعا او عريا او ضياعا..وبعضهم يموت تحت سياط الظلم والقهر والطغيان...في زمن لبس قبعة الحضارة ..وامتهن براءة الاشياء..واستباح قدسية البشر...وارتكب ابشع الجرائم باسم الحضارة..وباسم الانسانية المزيفة والانسان الفاقد للوعي.........
الحضارة التي اتاحت للانسان ان يمتلك كل شيء...ونسيت ان تعلمه طريق الرحمة...........!!!!!!!!!!!!!!
انتهى.........
==========================================
من كتيب: ليس للحب أوان...للمبدع فاروق جويدة..
تحياتي..........
==========================================