المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجرد رأي


..سئمت تكاليف الحياة..
09 / 09 / 2005, 36 : 04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا‏..
عقول من النوع السنجابي‏!!‏
بقلم : جمال الشاعر

جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له‏:‏ امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك ‏..‏ فرح الرجل و شرع يزرع الأرض مسرعا و مهرولا في جنون‏ ..‏ سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها ‏..‏ و لكنه غير رأيه و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد‏ ..‏ سار مسافات أطول و أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه ‏..‏ لكنه تردد مرة أخري و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد و المزيد ‏..‏ ظل الرجل يسير و يسير ولم يعد أبدا‏..‏ فقد ضل طريقه و ضاع في الحياة، و يقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد‏..‏ لم يمتلك شيئا و لم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة)‏.‏

النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش و هوارد ستيفنسون ‏..‏ يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء ‏..‏ من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان‏؟

لا سقف للطموحات في هذه الدنيا‏..‏ فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر‏..‏ و نواصل الإرسال بعد الفاصل ‏..‏ بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط‏ ..‏
الطموح مصيدة‏..‏ تتصور إنك تصطاده‏ ..‏ فإذا بك أنت الصيد الثمين ‏..‏ لا تصدق؟‏!
‏ إليك هذه القصة‏..
‏ ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف‏..‏ فسأله الآخر‏:‏ إلي أين تذهب؟‏!
‏ فأجابه الصديق‏:‏ إلي البيت‏ لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني‏ ..‏ فرد الرجل‏:‏ انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي ‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏! ‏ فرد الرجل‏:‏ عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل هذا؟‏..‏ قال له كي تحصل علي المزيد من المال ‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏ فرد الرجل‏:‏ يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك‏ ..‏ فسأله‏:‏ ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل‏:‏ لكي تصبح ثريا‏..‏ فسأله الصديق‏:‏ و ماذا سأفعل بالثراء؟‏!‏ فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك ‏..‏
فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن و لا أريد تأجيله حتى أكبر و يضيع العمر ‏..‏ رجل عاقل‏ ..‏ أليس كذلك‏!!‏

يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة، و لكن الإنسان ـ كما يقول فنس بوسنت ـ أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل‏..‏ تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا‏..‏ فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد‏..‏ لماذا؟ لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا، أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية‏.‏

و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏ معركة مع نفسه و مع العالم المتغير المتوحش‏..‏ و لا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا‏.‏

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏..‏ مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..‏ و فيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه‏..‏ و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس‏..‏ انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره‏..‏ أنصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له‏:‏ الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏ و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏ امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت‏.‏

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة‏..‏ ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله‏:‏ هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ الحديقة الجميلة؟‏..‏ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏ ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏ فقال الحكيم‏:‏ ارجع وتعرف علي معالم القصر‏..‏ فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه‏..‏ عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة علي الجدران‏..‏ شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏ فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت يهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏ فقال له الحكيم‏:‏

تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏

يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو إنها تمثل الفجوة بين قدراتنا و توقعاتنا‏..‏

إننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب‏..‏ فالسناجب تفتقر إلي القدرة علي التنظيم رغم نشاطها و حيويتها‏..‏ فهي تقضي عمرها في قطف و تخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجتها...

هذه أفكار أعجبتني وأحببت مشاركتكم إياها ..
فقد سائني ما أراه من سعي وراء أمورٍ زائلة فتنظر هنا وهناك وتشاهد أنفاساً لاهثة متعطشة لجمع المال بشتى الطرق(الشرعية منها والغير شرعية)..وهنا تذكرت هذان المثلين: الطمع يُذهب ما جمع.. والقناعة كنز لا يفنى ..
و تناسي حديث الرسول(صلى الله عليه وسلم) عن حق النفس والأهل وأننا دين الوسطيه..
واعذروني للإطالة..
:21:

البحر المحيط
09 / 09 / 2005, 15 : 05 PM
موضوع رائع جداً ..... وملئ بالحكم الرائعه ...

تحياتي القلبيه

brain storm
10 / 09 / 2005, 58 : 12 AM
سئمت تكاليف الحياة...
اشكرك على نقلك لهذا الموضوع الجيد...
وهو موضوع رائع ..
لكن لي عدة مداخلات بسيطه عليه هي تعبر عن وجهة نظري الخاصة طبعا..
==========================================
دعني اقتبس بعضا مما كتبت فقد راقني جدا ..
(و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏ معركة مع نفسه و مع العالم المتغير المتوحش‏..‏ و لا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا‏.‏)
لا حد للطموووووووووووح ابدا...ولانه نسبي ومتغير..لا حد له..والا لاصابنا الملل وغلفنا العجز الكسل..وتوقفت عقولنا عن التفكير والانتاج والابداع..
لذلك ..من حق كل شخص ان يطمح..ويطمح..
اكره التنظير للزهد ..واكره القناعه بالوضع الحالي...اكره اسلوب الرضا بالواقع..انا اعتبر القناعة فقر لا يفني...
التوازن مطلوووووووووووب لكن ليس على حساب الطموووووووووووووح.........
هناك عامل آخر يجب دمجه مع الطموح ويجب ان يصاحب كل افعالنا الا وهو المتعه..يجب ان يكون لك سلوك صادر منا هدفه المتعة..حتى لا نخسر الكثير..
لو صاحبت المتعة كل افعالنا..لاستطعنا ان نعيش بهدوء وسلام مع انفسنا ومع من هم حولنا...
اجعل هدفك المتعة والبهجة في كل فعل وسلووووووووك وانظر كيف سيكون شعورك وتبعات ذلك عليك..
شكرا لك مرة اخرى........
تحياتي.........
==========================================

..سئمت تكاليف الحياة..
10 / 09 / 2005, 00 : 02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أولاًُ:تواجدك هوالأروع أيها البحر المحيط ..
وأشكر لك مرورك ..

---------------------

ثانياً:
صديقي العاصفة الدماغية أسعدتي مداخلاتك .. و رأيك احترمه ..وجهة نظر تحمل في طياتها الطموح اللامتناهي والسعي للوصول إلى الأفضل دائما..

ولكن ..

عندما قالوا القناعة كنز لا يفنى .. لم يقصد بها الخمول .. والتقاعس .. و الرضا بالواقع دون السعي للأفضل ..
وأقتبس منك حروفك الجميله :
(اكره التنظير للزهد ..واكره القناعه بالوضع الحالي...اكره اسلوب الرضا بالواقع..انا اعتبر القناعة فقر لا يفني...
التوازن مطلوووووووووووب لكن ليس على حساب الطموووووووووووووح.........
هناك عامل آخر يجب دمجه مع الطموح ويجب ان يصاحب كل افعالنا الا وهو المتعه..يجب ان يكون لك سلوك صادر منا هدفه المتعة..حتى لا نخسر الكثير).
لو دققت أكثر لرأيت نصيحة الحكيم:
(تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏)و
(مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏)
إذا كلانا لا يختلف بأن الحياة بلا طموح و هدف لا طعم لها ولا مغزى..
و أتمنى أن تتفق معي بأن لكل إنسان حدود (رحم الله امرئ عرف قدر نفسه) .. لا يحددها أحد غيره .. فلو حاول تجاوز ذلك الخط الأحمر(الذي يعلم ويوقن أنه فوق طاقته) سيدخل في دائرة الجشع والطمع والطموح الأعمى وكل هذا لن يؤدي به إلى لشيء واحد وهو .. التعاسة..
إذا هي معادلة صعبة تلك التي يجب تحقيقها:
الطموح + القناعة= السعادة ..
الطموح بعقلانية.. والقناعة بالحمد والشكر .. وبإذن الله سينتج عن ذلك حياة سويه سعيدة..

ملاحظة:
هناك حالات خاصه وقليله يطغى فيها الطموح و يتجاوز فيه الإنسان كل الحدود ومع ذلك ينجح ويكون سعيداً .. ولكن نحن نتكلم هنا عن الوضع الطبيعي .. فلا يوجد أحد منا لا يطمح بأن يكون الأفضل و أن يحقق كل آماله وطموحاته ..

وأعذروني للإطالة مجدداً..
فقد جذبتني وشدتني حروف هذه العاصفة الرائعة..

واخيراً..
أتمنى للجميع التوفيق والسداد وتحقيق كل الآماني والطموحات و أن ينعم عليهم ربي بالسعادة والإطمئنان..
:21:

brain storm
10 / 09 / 2005, 11 : 02 AM
عزيزي..يا من سئمت من تكاليف الحياة...واتمنى ان لا تمل منها وتظل ممتنا لوجودك حيا ..
اسمي هو العصف الذهني وليس العاصفه... فياحبذا لو استبدلت هي بهو ..ومن الان وصاعدا استخدم مصطلحات الذكوووووووووره...
تحياتي لك ودام ابداعك ايها الاخ والصديق..
تحياتي..........

..سئمت تكاليف الحياة..
10 / 09 / 2005, 23 : 03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

ههههههههههههه آسف يا أخي ولا تعتب علي .. كتبت الرد وانا متعجل ولم أركز كثيراً.. ومع ذلك أكرر أسفي..واسعدتني مداخلاتك وارائك.. :21:

أيها العصف الذهني