غرام الليل
09 / 08 / 2005, 33 : 07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية فأختكم في الله (احم احم ) والتي هي أنـــــــا, تعودت على والدتها كثيرا فأينما تذهب والدتها كانت هي مثل( ذيل الفستان) .... المهم, ومن شدة تعلقي العاطفي وغير ذلك .. لا أذهب مكانا إلا وهي موجودة فيه ونادرا ماأذهب وهي ليست معي ! كان الكل يستغرب من تصرفاتي الطفولية من تعلق وخوف حتى أن الأطباء عندما يسألوني ماذا أشكو مثلا فكانت أمي هي التي تتحدث نيابة عني وكأنها هي المريضة ولست أنا فكانوا يستغربون من ذلك..
حتى إن كنت موجودة في مكان لاتوجد فيه والدتي كنت أتشبث بحقيبتي ولا أتركها أبدا ربما كنوع من الحماية!!
ما أود قوله هنا أن أي شخص وليس فقط أنا أو أي شخص مريض نفسيا كما يتوقع الآخرون عندما يقرأون موضوعي هذا .. أقول أن أي شخص عندما يضطرب يكون في حاجة إلى أحد يلمسنا, أن يسندنا , يحتضننا, يعانقنا ووضع اليد في الجيب يعطي هذا المعنى:
أن يدا قد امتدت إلينا ,, وهذه اليد تلتف حولنا وهنا يشعر الإنسان أنه ليس وحده وأنه قد وجد ذراعا تمتد إليه أو حوله...
وشيء من ذلك يحدث عندما تصاب المرأة بضيق أو بحرج وسط الناس فإنها تسرع بفتح حقيبة يدها وتنظر إلى المرآة والذي تراه لم يتغير ولكن الحقيقة غير ذلك فهي قررت أن تمسك أحمر الشفاه وتلمس به شفتيها ثم تضع البودرة على خدها , واللمس للشفتين والخدين يعطيها شيئا من الهدوء فهي قررت أن تفعل ذلك .. أما النظر في المرآة فليس له أي معنى.. وإنما هي تحاول أن توهم الذين حولها أنها أحست بشيء غير عادي في وجهها وقررت أن تصلحه .. ولكن الحقيقة هي أنها قررت ذلك.
والمرآة ليست إلا نوعا من التعمية ومحاولة ألا يكون تصرفها مفهوما أمام الآخرين.
والرجال أيضا يلجئون إلى حيل مماثلة فتجد الواحد منهم قد راح يسوي الكرافتة أو يسوي شعره.. فاللمس يهدئ الأعصاب..!
وفي أساطير الإغريق قيل أن الإله ديالدوس الذي استطاع أن يطير هو وابنه ليكاروس من أثينا إلى جزيرة كريت, كان يحب أن يقال عنه: أنه أول من اخترع شراع السفينة وقد أوصى أصحابه بأن يلفوه في شراع سفينته وأن يلقوا به في البحر عندما يموت.. وأن هذا الشراع سوف ينفتح ليظل سابحا إلى الأبد..
لكن هذا الإله حرم من حنان الأم في سن مبكرة ولذلك نجده يتمرغ في الليل على الأعشاب وعلى الأغنام وعلى أوراق الشجر.. وعلى سطح الماء.. وعلى بخار المواقد وعلى السحب..
إن الإله ديـــالدوس هو صورة نموذجية للطفل الذي يريد أن يصنع لنفسه ألف نموذج لصدر الأم وحنان الأم .. صحيح إنه إله ولكن في داخله طفلا إنسانيا جائعا إلى حنان الأم, إن آلهة الاغريق كانوا قادرين على ان يصنعوا لأنفسهم ولغيرهم كل شيء .. ولكن شيئا واحدا لم يقدروا عليه, أن يجدوا له بديلا عن صدر الأم وثدي الأم ودفء الأم .. عن أول وأصدق وأعمق وأبقى مصدر للحنان..!!
كلمة أخيرة أود أن أوجهها لكل من اعتقد أنه سيجد السعادة بعيدا عن والديه
مهما فعلت ومهما وصلت لأعلى المراتب ظناً منك أن باستطاعتك أن تشتري الحنان بالنقود فلن تجد أحن وأعمق حضنا من حضن الوالدين وخصوصا الأم, فتربت يدا كل من أرضى الله بإرضائه لوالديه..ودمتم ..
أختكم في الله:
غرام الليل...
ملحوظة:
مصدر المعلومات
مقتبس من كتاب أنيس منصور( أحب وأكره)
وبتصرف...
في البداية فأختكم في الله (احم احم ) والتي هي أنـــــــا, تعودت على والدتها كثيرا فأينما تذهب والدتها كانت هي مثل( ذيل الفستان) .... المهم, ومن شدة تعلقي العاطفي وغير ذلك .. لا أذهب مكانا إلا وهي موجودة فيه ونادرا ماأذهب وهي ليست معي ! كان الكل يستغرب من تصرفاتي الطفولية من تعلق وخوف حتى أن الأطباء عندما يسألوني ماذا أشكو مثلا فكانت أمي هي التي تتحدث نيابة عني وكأنها هي المريضة ولست أنا فكانوا يستغربون من ذلك..
حتى إن كنت موجودة في مكان لاتوجد فيه والدتي كنت أتشبث بحقيبتي ولا أتركها أبدا ربما كنوع من الحماية!!
ما أود قوله هنا أن أي شخص وليس فقط أنا أو أي شخص مريض نفسيا كما يتوقع الآخرون عندما يقرأون موضوعي هذا .. أقول أن أي شخص عندما يضطرب يكون في حاجة إلى أحد يلمسنا, أن يسندنا , يحتضننا, يعانقنا ووضع اليد في الجيب يعطي هذا المعنى:
أن يدا قد امتدت إلينا ,, وهذه اليد تلتف حولنا وهنا يشعر الإنسان أنه ليس وحده وأنه قد وجد ذراعا تمتد إليه أو حوله...
وشيء من ذلك يحدث عندما تصاب المرأة بضيق أو بحرج وسط الناس فإنها تسرع بفتح حقيبة يدها وتنظر إلى المرآة والذي تراه لم يتغير ولكن الحقيقة غير ذلك فهي قررت أن تمسك أحمر الشفاه وتلمس به شفتيها ثم تضع البودرة على خدها , واللمس للشفتين والخدين يعطيها شيئا من الهدوء فهي قررت أن تفعل ذلك .. أما النظر في المرآة فليس له أي معنى.. وإنما هي تحاول أن توهم الذين حولها أنها أحست بشيء غير عادي في وجهها وقررت أن تصلحه .. ولكن الحقيقة هي أنها قررت ذلك.
والمرآة ليست إلا نوعا من التعمية ومحاولة ألا يكون تصرفها مفهوما أمام الآخرين.
والرجال أيضا يلجئون إلى حيل مماثلة فتجد الواحد منهم قد راح يسوي الكرافتة أو يسوي شعره.. فاللمس يهدئ الأعصاب..!
وفي أساطير الإغريق قيل أن الإله ديالدوس الذي استطاع أن يطير هو وابنه ليكاروس من أثينا إلى جزيرة كريت, كان يحب أن يقال عنه: أنه أول من اخترع شراع السفينة وقد أوصى أصحابه بأن يلفوه في شراع سفينته وأن يلقوا به في البحر عندما يموت.. وأن هذا الشراع سوف ينفتح ليظل سابحا إلى الأبد..
لكن هذا الإله حرم من حنان الأم في سن مبكرة ولذلك نجده يتمرغ في الليل على الأعشاب وعلى الأغنام وعلى أوراق الشجر.. وعلى سطح الماء.. وعلى بخار المواقد وعلى السحب..
إن الإله ديـــالدوس هو صورة نموذجية للطفل الذي يريد أن يصنع لنفسه ألف نموذج لصدر الأم وحنان الأم .. صحيح إنه إله ولكن في داخله طفلا إنسانيا جائعا إلى حنان الأم, إن آلهة الاغريق كانوا قادرين على ان يصنعوا لأنفسهم ولغيرهم كل شيء .. ولكن شيئا واحدا لم يقدروا عليه, أن يجدوا له بديلا عن صدر الأم وثدي الأم ودفء الأم .. عن أول وأصدق وأعمق وأبقى مصدر للحنان..!!
كلمة أخيرة أود أن أوجهها لكل من اعتقد أنه سيجد السعادة بعيدا عن والديه
مهما فعلت ومهما وصلت لأعلى المراتب ظناً منك أن باستطاعتك أن تشتري الحنان بالنقود فلن تجد أحن وأعمق حضنا من حضن الوالدين وخصوصا الأم, فتربت يدا كل من أرضى الله بإرضائه لوالديه..ودمتم ..
أختكم في الله:
غرام الليل...
ملحوظة:
مصدر المعلومات
مقتبس من كتاب أنيس منصور( أحب وأكره)
وبتصرف...