brain storm
09 / 08 / 2005, 22 : 01 AM
فيكتور ديموس...فنان واديب ايطالي غجري...ركزوا معي ..وشددوا على كلمة غجري..امضى اغلب عمره في الغراميات والبحث وراء المستحيل..ببساطة اختار المستحيل هدفا له.....
احب ابنة السلطان في بلدته...اختار حبا صعبا ومستحيلا...واكتشف بعد فترة استحالة حبه..
وحدث احد اصدقائه ذات مساء فقال له..ان حبه هذا فاشل..وتعجب صاحبه من مقولته فكيف يحكم على حبه بالفشل بعد ان امضى زمنا ليس بالقصير متعلقا ومتاملا ومؤملا..فاجابه ديموس: (كل حب فاشل...فالذي يتحقق قد انتهى...!!!والذي انتهى لم يعد حبا...!!!وانما هو ذكرى للحب فقط...اذ ان الحب الحقيقي يولد ولا يموت..وانما يتوالد وينمو ويكبر)...
وكاني به ينظر لديمومة الحب او الحب الخالد ..
تقتضي النسبية ان لا شيء خالد ودائم في دنيانا...وكما النجوم تولد فانها تموت وتختفي ويكون احتضارها بشعا ومخيفا...لكني استغرب من شيء..عندما ذكر ديموس ان الحب خالد ولا يموت..فهل ينطبق هذا النجوم ايضا..فعندما يموت النجم ..فهو يمهد لولادة نجم قزم جديد او ثقب اسود شره يبتلع كل شيء...فهل يعقل ان نصف النجم المحتضر بالنجم المتجدد الخالد..في وصف مشابه لحب يدموس الخالد المتجدد.....؟؟؟
ساله صديقه: هل الحب محرم علينا..وعلى الغجر خصوصا..؟؟
فاجاب: ليس حراما...ولكن العذاب حرام...ما ذنب المحب اذا اختار المستحيل ..فالذي يحب المستحيل لا يستحق الموت قهرا وكمدا..فهو ليس مجرما..ولا يستحق العذاب..فهو لم يغتصب حقا ولم يهتك عرضا..انما يضيع خياله واحلامه...ويبكي على عمره.....
وكاني به هنا ...يقر ويعترف بان المستحيل والبحث وراءه اهدار للعمر والفرص والاحلام...والسؤال المقلق هنا هو: طالما اننا ( وديموس ايضا) نعرف ان المستحيل يستنزف كل طاقاتنا وجهودنا واحلامنا...طالما اننا نعرف ذلك ولا نجني من ورائه سوى العذاب والحرمان..لم نظل نصر عليه ونتمسك به؟؟؟ هل هو تعلق عاطفي ؟؟ام عناد بشري متاصل ؟؟ام شيئا اخر لا نعرف كنهه داخل عقولنا يجبرنا على مواصلة التشتت والضياع...؟؟!!
ذات يوم..حل ديموس نزيلا باحد الفنادق..وعندما لم يتمكن من الدفع..ساله صاحب النزل( الفندق) ماذا افعل بك الان؟؟
اجابه ديموس: الحبس ارجوك...فاستغرب منه صاحب النزل وتساءل لماذا؟؟
فاجابه ديموس: انا حبيس طول عمري..داخل هذا الجسد..في هذا المجتمع..في هذه الطبقة..في هذه الفئة المشردة( الغجر) ...ضعني يا سيدي في السجن.. ففي السجن ساشعر ببرودة الجدران والارض والسقف..احبسني يا سيدي..ففي السجن سوف اجد عذابا محددا..وخارج السجن لا حدود لعذابي......
دعونا نتوقف هنا قليلا ..ونسلط الضوء قليلا على عذابات ذلك الشخص..
حديثه مع صاحب الفندق صحيح بشكل كبير...وكانه كان ينظر لمبدا العزلة الاجتماعية...والتوحد مع الذات.....ونحن نرى ونصادف الكثيرين( وربما نكون مثلهم في بعض الاحيان)..نصادف بعضا ممن يعجزون عن اقامة تواصل فعال مع مجتمعهم..ليس لانه مرضى واصحاب عقد نفسية..وانما لان جملة مبادئهم ومثلهم عالية نسبيا وحساسة ..وتتاثر بشكل كبير..باختلاط المفاهيم البشرية وتعدد الاهداف..وتنتحر في مجمتعات تنتشر فيها الراسمالية..والطبقية والوصولية..والانتهازية...لذلك يبدون لغيرهم كمن يغردون خارج السرب...اذا ..العيب ليس فيهم بقدر ما هو في ابنا مجتمعهم..والذي عجز عن فهمهم وتقديرهم..ولا غرابة في ذلك ..عندما تبتلعنا دوامة السطحية وضحالة الفكر..ويصبح معيار التقييم بمن كنت وكان ابوك..او بما تملك في جيبك من اوراق البنكنووووووت...
نعود لديموس وصاحب الفندق...حيث ساله صاحب الفندق مرة ثانية..
وقال: هل هو القدر؟؟
فاجاب ديموس..قدري يا سيدي...لو كان لي حق السؤال ..لسالت الرب عند بدء الخلق..لماذا قلب واحد يارب؟؟لماذا لا يكون لي الف قلب؟؟
ساله صاحب الفندق: وماذا بعد؟؟
فاجاب: لا بعد ...هذا هو بعد...فلا بعد وراء ذلك...انتهى كل شيء...انها نقطة في نهاية السطر..انني صدى اصداء ذرات التراب على التراب...حرام والله ما يحل بي..
قال له صاحب النزل: ليس حراما ما اراده الله
فقال ديموس: آمنت بالله ...ولكن ذلك حرام..
وساله صاحب الفندق مستغربا: كيف تؤمن بالله وترى الحلال حراما؟؟
فاجاب ديموس بمرارة: انه حلال فوق وحرام تحت...
وكانه كان ينظر ويشير باصابع الاتهام الى الطبقات العليا في زمنه..والتي تملك المال والسلطة والحظوة في المجتمع فكل شيء بالنسبة لها حلال..لكنه عذاب وحرام بالنسبة لمن هم مثله ..من المهمشين والمشردين ناهيك عن كونه من الغجر...
ادخل صاحبنا المستشفى ذات مرة..( حيث اصيب بالتهاب رئوي)..وعندما اتى اهله لزيارته..لم يجدوه على سريره..فقد ربط نفسه بالحبال فوق شجرة في يوم مطير...وعندما سالوه لماذا تفعل بنفسك هكذا؟؟اجاب: اريد ان يغسل المطر كل قذارتي وشوائبي..لعلي اصبح راهبا من يدري..!!!
لصاحبنا هذا رواية رائعة اسمها( اشجار لا تعرفها الطيور) سطر فيها ولخص كل عذاباته وكل ارهاصات ابناء جلدته من الغجر ...وله عدة مؤلفات حول الاغاني الشعبية العالمية..ولانه لم يكن يحمل جنسية ( غجري طبعا) لم يكن يتعاقد مع دور النشر..وانما كان يعطيها للناشر مباشرة ويتقاضى اجرها ويتوراى على الفووووووور.....
من احدى روائعه هذا الحوار بينه وبين نفسه:
يا ديموس حيرتني: ان كنت مريضا فليس عندي شفاؤك...وان كنت سليما فليس عندي ثوابك...
اعرف ...ولكن كيف لا اشكو...كيف لا اشكو...كيف لا اشكو نفسي لنفسي..؟؟
كيف لا احلم؟؟كيف لا احلم بالمستحيل؟؟
لكن الحالم هو الذي يريد ان حلمه حقيقة...من يريد غير ذلك؟؟
انا..انا الذي لا اريد الحقيقة...والذي عرفته من الحقيقة يوجعني ويقتلني..اعرف حقيقة اننا بشر ولسنا بشرا..!!!اعرف اننا احياء فضلا وكرما من الناس...فكيف تتصور لحظة واحدة انني اريد الحلم الحقيقة..انني فقط احلم ...احلم فقط.......
لا حق لك ان تحلم..فلست مؤهلا لذلك...يحلم ان يكون ظابطا من هو جندي.. يحلم ان يكون قائدا من هو ظابط..يحلم ان يكون سلطانا من هو ابن سلطان..او مجنون...حتى انت لست مجنونا..فالمجنون يحب ان يكون..وانت لست كائنا.....
بل انا كائن.....
ربما ......ولكنك على هامش الكائنات.........
اعزائي......كان هذا الحوار المقلق بين ديموس ونفسه خاتمة الموضوع من زاوية واحدة هي طرح الموضوع في المنتدى......انما انا متاكد مثلكم..من ان الموضوع لم ولن ينتهي...وكاننا نسخ اخرى من ديموس بين حين وآخر...لا داعي للقلق..انما ..لو اطل شبح ديموس مرة اخرى..افسحوا المجال لنفوسكم لتتحدث وتخرج كل مالديها..فلربما تعرف اكثر مما نتظاهر نحن بمعرفته......
تحياتي........والى اللقاء......
==========================================
# مصدر القصة والحوارات..من كتاب اثنين اثنين..للمبدع انيس منصور#
==========================================
احب ابنة السلطان في بلدته...اختار حبا صعبا ومستحيلا...واكتشف بعد فترة استحالة حبه..
وحدث احد اصدقائه ذات مساء فقال له..ان حبه هذا فاشل..وتعجب صاحبه من مقولته فكيف يحكم على حبه بالفشل بعد ان امضى زمنا ليس بالقصير متعلقا ومتاملا ومؤملا..فاجابه ديموس: (كل حب فاشل...فالذي يتحقق قد انتهى...!!!والذي انتهى لم يعد حبا...!!!وانما هو ذكرى للحب فقط...اذ ان الحب الحقيقي يولد ولا يموت..وانما يتوالد وينمو ويكبر)...
وكاني به ينظر لديمومة الحب او الحب الخالد ..
تقتضي النسبية ان لا شيء خالد ودائم في دنيانا...وكما النجوم تولد فانها تموت وتختفي ويكون احتضارها بشعا ومخيفا...لكني استغرب من شيء..عندما ذكر ديموس ان الحب خالد ولا يموت..فهل ينطبق هذا النجوم ايضا..فعندما يموت النجم ..فهو يمهد لولادة نجم قزم جديد او ثقب اسود شره يبتلع كل شيء...فهل يعقل ان نصف النجم المحتضر بالنجم المتجدد الخالد..في وصف مشابه لحب يدموس الخالد المتجدد.....؟؟؟
ساله صديقه: هل الحب محرم علينا..وعلى الغجر خصوصا..؟؟
فاجاب: ليس حراما...ولكن العذاب حرام...ما ذنب المحب اذا اختار المستحيل ..فالذي يحب المستحيل لا يستحق الموت قهرا وكمدا..فهو ليس مجرما..ولا يستحق العذاب..فهو لم يغتصب حقا ولم يهتك عرضا..انما يضيع خياله واحلامه...ويبكي على عمره.....
وكاني به هنا ...يقر ويعترف بان المستحيل والبحث وراءه اهدار للعمر والفرص والاحلام...والسؤال المقلق هنا هو: طالما اننا ( وديموس ايضا) نعرف ان المستحيل يستنزف كل طاقاتنا وجهودنا واحلامنا...طالما اننا نعرف ذلك ولا نجني من ورائه سوى العذاب والحرمان..لم نظل نصر عليه ونتمسك به؟؟؟ هل هو تعلق عاطفي ؟؟ام عناد بشري متاصل ؟؟ام شيئا اخر لا نعرف كنهه داخل عقولنا يجبرنا على مواصلة التشتت والضياع...؟؟!!
ذات يوم..حل ديموس نزيلا باحد الفنادق..وعندما لم يتمكن من الدفع..ساله صاحب النزل( الفندق) ماذا افعل بك الان؟؟
اجابه ديموس: الحبس ارجوك...فاستغرب منه صاحب النزل وتساءل لماذا؟؟
فاجابه ديموس: انا حبيس طول عمري..داخل هذا الجسد..في هذا المجتمع..في هذه الطبقة..في هذه الفئة المشردة( الغجر) ...ضعني يا سيدي في السجن.. ففي السجن ساشعر ببرودة الجدران والارض والسقف..احبسني يا سيدي..ففي السجن سوف اجد عذابا محددا..وخارج السجن لا حدود لعذابي......
دعونا نتوقف هنا قليلا ..ونسلط الضوء قليلا على عذابات ذلك الشخص..
حديثه مع صاحب الفندق صحيح بشكل كبير...وكانه كان ينظر لمبدا العزلة الاجتماعية...والتوحد مع الذات.....ونحن نرى ونصادف الكثيرين( وربما نكون مثلهم في بعض الاحيان)..نصادف بعضا ممن يعجزون عن اقامة تواصل فعال مع مجتمعهم..ليس لانه مرضى واصحاب عقد نفسية..وانما لان جملة مبادئهم ومثلهم عالية نسبيا وحساسة ..وتتاثر بشكل كبير..باختلاط المفاهيم البشرية وتعدد الاهداف..وتنتحر في مجمتعات تنتشر فيها الراسمالية..والطبقية والوصولية..والانتهازية...لذلك يبدون لغيرهم كمن يغردون خارج السرب...اذا ..العيب ليس فيهم بقدر ما هو في ابنا مجتمعهم..والذي عجز عن فهمهم وتقديرهم..ولا غرابة في ذلك ..عندما تبتلعنا دوامة السطحية وضحالة الفكر..ويصبح معيار التقييم بمن كنت وكان ابوك..او بما تملك في جيبك من اوراق البنكنووووووت...
نعود لديموس وصاحب الفندق...حيث ساله صاحب الفندق مرة ثانية..
وقال: هل هو القدر؟؟
فاجاب ديموس..قدري يا سيدي...لو كان لي حق السؤال ..لسالت الرب عند بدء الخلق..لماذا قلب واحد يارب؟؟لماذا لا يكون لي الف قلب؟؟
ساله صاحب الفندق: وماذا بعد؟؟
فاجاب: لا بعد ...هذا هو بعد...فلا بعد وراء ذلك...انتهى كل شيء...انها نقطة في نهاية السطر..انني صدى اصداء ذرات التراب على التراب...حرام والله ما يحل بي..
قال له صاحب النزل: ليس حراما ما اراده الله
فقال ديموس: آمنت بالله ...ولكن ذلك حرام..
وساله صاحب الفندق مستغربا: كيف تؤمن بالله وترى الحلال حراما؟؟
فاجاب ديموس بمرارة: انه حلال فوق وحرام تحت...
وكانه كان ينظر ويشير باصابع الاتهام الى الطبقات العليا في زمنه..والتي تملك المال والسلطة والحظوة في المجتمع فكل شيء بالنسبة لها حلال..لكنه عذاب وحرام بالنسبة لمن هم مثله ..من المهمشين والمشردين ناهيك عن كونه من الغجر...
ادخل صاحبنا المستشفى ذات مرة..( حيث اصيب بالتهاب رئوي)..وعندما اتى اهله لزيارته..لم يجدوه على سريره..فقد ربط نفسه بالحبال فوق شجرة في يوم مطير...وعندما سالوه لماذا تفعل بنفسك هكذا؟؟اجاب: اريد ان يغسل المطر كل قذارتي وشوائبي..لعلي اصبح راهبا من يدري..!!!
لصاحبنا هذا رواية رائعة اسمها( اشجار لا تعرفها الطيور) سطر فيها ولخص كل عذاباته وكل ارهاصات ابناء جلدته من الغجر ...وله عدة مؤلفات حول الاغاني الشعبية العالمية..ولانه لم يكن يحمل جنسية ( غجري طبعا) لم يكن يتعاقد مع دور النشر..وانما كان يعطيها للناشر مباشرة ويتقاضى اجرها ويتوراى على الفووووووور.....
من احدى روائعه هذا الحوار بينه وبين نفسه:
يا ديموس حيرتني: ان كنت مريضا فليس عندي شفاؤك...وان كنت سليما فليس عندي ثوابك...
اعرف ...ولكن كيف لا اشكو...كيف لا اشكو...كيف لا اشكو نفسي لنفسي..؟؟
كيف لا احلم؟؟كيف لا احلم بالمستحيل؟؟
لكن الحالم هو الذي يريد ان حلمه حقيقة...من يريد غير ذلك؟؟
انا..انا الذي لا اريد الحقيقة...والذي عرفته من الحقيقة يوجعني ويقتلني..اعرف حقيقة اننا بشر ولسنا بشرا..!!!اعرف اننا احياء فضلا وكرما من الناس...فكيف تتصور لحظة واحدة انني اريد الحلم الحقيقة..انني فقط احلم ...احلم فقط.......
لا حق لك ان تحلم..فلست مؤهلا لذلك...يحلم ان يكون ظابطا من هو جندي.. يحلم ان يكون قائدا من هو ظابط..يحلم ان يكون سلطانا من هو ابن سلطان..او مجنون...حتى انت لست مجنونا..فالمجنون يحب ان يكون..وانت لست كائنا.....
بل انا كائن.....
ربما ......ولكنك على هامش الكائنات.........
اعزائي......كان هذا الحوار المقلق بين ديموس ونفسه خاتمة الموضوع من زاوية واحدة هي طرح الموضوع في المنتدى......انما انا متاكد مثلكم..من ان الموضوع لم ولن ينتهي...وكاننا نسخ اخرى من ديموس بين حين وآخر...لا داعي للقلق..انما ..لو اطل شبح ديموس مرة اخرى..افسحوا المجال لنفوسكم لتتحدث وتخرج كل مالديها..فلربما تعرف اكثر مما نتظاهر نحن بمعرفته......
تحياتي........والى اللقاء......
==========================================
# مصدر القصة والحوارات..من كتاب اثنين اثنين..للمبدع انيس منصور#
==========================================