فهد ابن غنيم
03 / 07 / 2005, 14 : 04 PM
في الأردن توفي (أبو عبدالله) بسبب مساومة مالية داخل غرفة العمليات
عادل الجهيمان
قبل فترة وصلتني رسالة عبر الهاتف الجوال من زوجة أحد الأصدقاء السعوديين الذين انتقلوا إلى الأردن مع عائلاتهم ليتمكن أبناؤها من مواصلة دراستهم الجامعية، نص الرسالة «اتصل فوراً أبو عبدالله في المستشفى» اتصلت بها في الأردن وكانت في حالة محزنة من الخوف وقلة الحيلة وقالت لي أنا في المستشفى مع (أبو عبدالله) ويقولون عنده جلطة حادة في القلب، والمستشفى يطلب 4000 دينار أردني (ما يقارب 23 ألف ريال سعودي) تودع في حساب المستشفى أو تسلم نقداً قبل السماح بإجراء أي تدخل طبي في غرفة العمليات، وأنا لا أملك المبلغ ولا أدري كيف أتصرف، كان ذلك الساعة الساعة والربع مساء يوم 6/5/1426ه.
هدّأت من روعها وطلبت منها أن تلجأ إلى الله وأنا سأجري بعض الاتصالات لعلي استطيع عمل شيء.
ووفقني الله بالاتصال بأحد الأصدقاء الأردنيين الذي اتصل بدوره بأخيه في الأردن والذي قام مشكوراً بتدبير المبلغ وتسليمه للمستشفى واستغرق ذلك قرابة 1,30 ساعة والمريض في غيبوبة ينتظر الموافقة لادخاله غرفة العمليات لاجراء قسطرة وبعد دقائق من دخوله غرفة العمليات خرج الطبيب وأفاد بأن الوضع يستدعي جراحة عاجلة.
وهنا اعترض المسؤول في المستشفى لأن المبلغ لا يكفي لإجراء عملية ويجب دفع مبلغ إضافي وإلا سيتم إغلاق غرفة العمليات.
وتكررت الاتصالات لحل الموضوع وبعد محاولات ورجاء وإلحاح من الطبيب المعالج بأن الوضع حرج جداً وافق المسؤول بإجراء العملية إلا أن قضاء الله كان أسرع وجاءني اتصال في تمام الساعة 10,36 مساء بأن (أبو عبدالله) توفي (عليه رحمة الله).
الحقيقة انني لم أكن أتخيل أن تصل الإنسانية والشهامة عند المجتمع العربي المسلم إلى هذا المستوى من الانحطاط وأترك لسعادتكم التعليق على هذا الأمر.
إلا أنني أتساءل ألا يمكن لسفاراتنا أن يكون لها دور في مثل هذه الحالات بالتنسيق مع وزارة الخارجية ووزارة الصحة في الدول المختلفة بأن أي مريض سعودي يدخل المستشفى في حالة اسعاف تستدعي التدخل الفوري أن يتم إجراء اللازم مع ضمان قيام سفارة خادم الحرمين بدفع المبلغ.
.
أعتقد أن هذا أقل واجب تقوم به سفاراتنا في الخارج
عادل الجهيمان
قبل فترة وصلتني رسالة عبر الهاتف الجوال من زوجة أحد الأصدقاء السعوديين الذين انتقلوا إلى الأردن مع عائلاتهم ليتمكن أبناؤها من مواصلة دراستهم الجامعية، نص الرسالة «اتصل فوراً أبو عبدالله في المستشفى» اتصلت بها في الأردن وكانت في حالة محزنة من الخوف وقلة الحيلة وقالت لي أنا في المستشفى مع (أبو عبدالله) ويقولون عنده جلطة حادة في القلب، والمستشفى يطلب 4000 دينار أردني (ما يقارب 23 ألف ريال سعودي) تودع في حساب المستشفى أو تسلم نقداً قبل السماح بإجراء أي تدخل طبي في غرفة العمليات، وأنا لا أملك المبلغ ولا أدري كيف أتصرف، كان ذلك الساعة الساعة والربع مساء يوم 6/5/1426ه.
هدّأت من روعها وطلبت منها أن تلجأ إلى الله وأنا سأجري بعض الاتصالات لعلي استطيع عمل شيء.
ووفقني الله بالاتصال بأحد الأصدقاء الأردنيين الذي اتصل بدوره بأخيه في الأردن والذي قام مشكوراً بتدبير المبلغ وتسليمه للمستشفى واستغرق ذلك قرابة 1,30 ساعة والمريض في غيبوبة ينتظر الموافقة لادخاله غرفة العمليات لاجراء قسطرة وبعد دقائق من دخوله غرفة العمليات خرج الطبيب وأفاد بأن الوضع يستدعي جراحة عاجلة.
وهنا اعترض المسؤول في المستشفى لأن المبلغ لا يكفي لإجراء عملية ويجب دفع مبلغ إضافي وإلا سيتم إغلاق غرفة العمليات.
وتكررت الاتصالات لحل الموضوع وبعد محاولات ورجاء وإلحاح من الطبيب المعالج بأن الوضع حرج جداً وافق المسؤول بإجراء العملية إلا أن قضاء الله كان أسرع وجاءني اتصال في تمام الساعة 10,36 مساء بأن (أبو عبدالله) توفي (عليه رحمة الله).
الحقيقة انني لم أكن أتخيل أن تصل الإنسانية والشهامة عند المجتمع العربي المسلم إلى هذا المستوى من الانحطاط وأترك لسعادتكم التعليق على هذا الأمر.
إلا أنني أتساءل ألا يمكن لسفاراتنا أن يكون لها دور في مثل هذه الحالات بالتنسيق مع وزارة الخارجية ووزارة الصحة في الدول المختلفة بأن أي مريض سعودي يدخل المستشفى في حالة اسعاف تستدعي التدخل الفوري أن يتم إجراء اللازم مع ضمان قيام سفارة خادم الحرمين بدفع المبلغ.
.
أعتقد أن هذا أقل واجب تقوم به سفاراتنا في الخارج