المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السند والهند


فهد ابن غنيم
29 / 06 / 2005, 57 : 12 PM
الأحساء وحديث الأموات !

عادل عبدالمحسن الملحم



الأحساء..التاريخ..الدور الفعال في التاريخ القديم والتاريخ الإسلامي.. الأحساء كانت ضمن حلقة الوصل بين مراكز الحضارات القديمة في بلاد السند والهند وفارس والرافدين واليمن والشام ووادي النيل.
قال أبو تمام يصف موقع جواثا" أحد أهم المواقع الأثرية وبه مسجد جواثا المشهور والذي صلي فيه ثاني جمعة أقيمت في الإسلام" :
زالت بعينيك الحمول كأنها
نخل مواقر من نخيل جواثا
استرعى انتباهي حوار دار بين اثنين أحدهما من أبناء القصيم والاخر من الأحساء. كلا الاثنين يقيمان في مدينة الظهران بحكم طبيعة عملهما.
توجه ابن القصيم للأحسائي بهذا السؤال: ألا توافقني الرأي أن الأحساء لم يطرأ عليها أي تغيير منذ عشرات السنين, فمنذ زيارتي الأولى لها في مطلع السبعينيات الميلادية ومعالمها ما برحت جامدة لم تتغير؟.
لم يرهق ابن الأحساء حاله في البحث والتمحيص فأجاب إجابة لبقة: أنا أرى أن كل شئ قد تغير في الأحساء ولم يبق إلا طيبة أهلها!.
لم تشف الإجابة غليله فألتفت صوبي وقال: ما رأيك يا صاحب؟. قلت له: ستقرأ رأيي إن شاء الله عبر مقالة قادمة.
الأحساء يا صاحبي ما فتئت تمتطي صهوة السلحفاة في التقدم العمراني : في حين أخذ رصفاؤها يعدون كالغزلان في ذات المضمار.
الأحساء يا صاحبي يقطنها أكثر من مليون نسمة ومساحتها تقترب من ربع مساحة المملكة ، وتسبح أرضها فوق بحيرة من النفط حيث يوجد فيها أكبر حقل نفط في العالم. جنوبها بوابة رئيسة لثلاث دول خليجية تستقبلهم صباح مساء عيونها قبل أن تنضب أنهار جارية . نخيلها لا يقارع جودته نخيل في العالم، آثارها راسية منذ عصور غابرة.. ومع ذلك ، لا يمكن أن تجد في الأحساء (كوبري) واحدا يشق وسط مدنها ، أو يمكن أن تشاهد نفقا يفك إختناق مركباتها. بلد الزراعة لا يوجد بها حديقة واحدة نموذجية.
شوارعها تشتكي من السفلته المؤقتة والتي باتت الحفر العميقة علامة واضحة تشاهدها بين شارع وآخر. هل تخبرني عن تلك الأعمدة التي تبحث عن النور؟.
أم تلك المنتزهات التي أشبه باطلال عاد وثمود. يا صاحبي : لو أفاق الأموات لشاهدوا مدينتهم والغبار يكتسيها. سيعرفون (خط قطر) ذاك الطريق الذي حصد أرواح الكثير من البشر وإن بدأ العمل على توسعته مؤخراً.
سيتعرف المتوفى على معالم مدينته جيداً ولن يتغير عليه شئ سوى أناس قدموا لهذه الدنيا وآخرون رحلوا عنها. ماذا عسانا أن نتناول في حديثنا عن هذه الواحة الجميلة ، هل يحق لنا أن نضرب أخماساً بإسداس حين نتذكر ساحل العجير وكيف هو ساحل مهجور يئن ويبحث عمن يحسنه ويجمله كي يرتاده من يريد الاستمتاع بمياهه الزرقاء وبرماله الناصعة البياض وبجزره الجميلة.