جهاد غريب
27 / 06 / 2005, 58 : 11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
وعدٌ قطعتهُ على نفسي ألبيه وفاءً .. الآن :
الحمد لله مجري السحاب ، خالق الأحياء ، ومُدرك الأموات .
أشعرُ بحزنٍ شديدٍ .. أكثر من ليلة أمس .. فالحمد لله .. له الفضلُ والمنّة ، منه الرحمة دون غيره تأتي ، هو الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى .
بخير أنا .. إلا أنني لازلتُ أشعرُ - كما قلت - بحزنٍ شديدٍ ، وكأن الحزن يزيد في القلب ولا يخمد .
مصيبة كانت في قالب مفاجأة .. حاصرتني ليلة البارحة عندما تلقيت خبر وفاة الشاب الذي كان يسكن محياه الأمل بالغدِ ، وحلمه بالعملِ الجاد لتحقيق بعض أحلام الدنيا الزائلة ، إذ هو اليوم عنها في زوال .. كان المرحوم يفكر في ممارسة عمل جديد إلى جانب عمله الذي يقوم به ، لم يمهله قدره فبات في قوائم الأموات ، سقطت أوراق عمره من غصن الأحياء فمات.
لم أكن أشعر أن الشاب - قريباً - سيوارى الثرى ، إذ هو الآن كذلك .
هكذا نحن البشر .. لا نُدرك الأشياء إلا عندما ترحل عنّا ، فلا نتعظ من الموت كما يجب أن نفعل ، وكأن الموت خارج دائرة برنامجنا اليومي ، والحقيقة تقول : إن الموت زاد أخبارنا اليومي وكلامنا الذي لا ينتهي .. من بزوغ الفجر حتى أُفول الشفق عند المغيب.
آآآآآآآآآآآآآآه .. رحمتك يا الله
ما أصعب لحظة الذبول ! وما أقسى الفراق ! ، والرحيل ، وطول الغياب ، والوحدة ، والسكون في الظلام ، والعزلة .. كلها في القبرِ مجتمعة. " لا حول ولا وقوة إلا بالله " .
الذهولُ .. لازمني طيلة البارحة ، ولم يزل يؤرقني .. أعانني بالصبر ربي ، ولذوي المرحوم مثله والغفران .
وجه الشاب الباسم لم يفارق عصب رأسي ومسارات تفكيري ، حتى صُوره لم تعتقها أبداً خيالاتي .
كان الشاب بجمالِ روحهِ .. يُصّرُ على مصافحة عينّي كلما تقلبتُ ذات اليمين وذات الشمال على " الوسادة " ، وكأن " وسادتي " حائط كبير يعرض كل لوحات وجهه بالألوان ، لم تكن أبداً زاهية كما هي من قبل ، فليرحمه الله رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته .
لقد كان الشاب يتجول في أفقي على امتداد محيط الرأس ، وفي كل صورة له يظهر باسم الشفاه والمحيا .. والنشاط كان يعبق بالتفاؤلِ على جبينه - بالضبط - كما رأيته آخر مرة منذ أسبوعين. أما الآن فجبينه تلحف النعش وإلى دار البرزخ سار .. بلا عودة ، بلا وداع ، وبلا متاع يشفع له عند الله سوى عمله ، وطاعة الرحمن يوم كان من الأحياء كما نحن الآن . لله العزة ولنا الصبر على المصائب منه نطلبه والسلوان .
اليومُ .. وفي هذا الصباح الباكر أشرقت شمس الدنيا على غروب روح الشاب إلى حيث خالقها .
يا الله .. مع شروق الشمس .. شعرتُ بأنني أحمل في داخلي الكثير من الألم والتعب وحسرة في الخاطر لم تكن أبداً في الحسبان ، وهل بعد الموت خبر وبيان ؟ صحيح .. كفى بالموتِ واعظاً .
أخذ التفكير يرتشفني ، ويمارس عنفوان التركيز في عصب المخ .. على حقيقة الموت ، فبدأتُ أفكرُ بأن هذا الشاب الذي لا يحمل هموماً كحملي أنا .. بات اليوم من الأموات ، وأصيب بسكتة قلبية خطفت عمره بأمر الرحمن ، فمتى ستأتيني ؟ ، وهل أنا مستعدٌ لها ؟. سؤالان لي ولكم يا أحباب .. والإجابة لدى الخالق وحده فلنسأله الرحمة على عجل ودون غياب .
الحمد لله على قضائه وقدره .. اللهم لا اعتراض .
ما يؤلمني حقاً هو أنني لا أختلف عن الشاب كثيراً فكلانا متساويين ، إلا من الأنفاس .. إذ هي عندي متحركة ، بينما هي عند المرحوم في سكون – رحمة الله على الفقيد ، وإلى الجنان أدعو الله له ولي ولكل منْ أحب - .
إلى رحمة الله يا غازي العبد الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
وعدٌ قطعتهُ على نفسي ألبيه وفاءً .. الآن :
الحمد لله مجري السحاب ، خالق الأحياء ، ومُدرك الأموات .
أشعرُ بحزنٍ شديدٍ .. أكثر من ليلة أمس .. فالحمد لله .. له الفضلُ والمنّة ، منه الرحمة دون غيره تأتي ، هو الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى .
بخير أنا .. إلا أنني لازلتُ أشعرُ - كما قلت - بحزنٍ شديدٍ ، وكأن الحزن يزيد في القلب ولا يخمد .
مصيبة كانت في قالب مفاجأة .. حاصرتني ليلة البارحة عندما تلقيت خبر وفاة الشاب الذي كان يسكن محياه الأمل بالغدِ ، وحلمه بالعملِ الجاد لتحقيق بعض أحلام الدنيا الزائلة ، إذ هو اليوم عنها في زوال .. كان المرحوم يفكر في ممارسة عمل جديد إلى جانب عمله الذي يقوم به ، لم يمهله قدره فبات في قوائم الأموات ، سقطت أوراق عمره من غصن الأحياء فمات.
لم أكن أشعر أن الشاب - قريباً - سيوارى الثرى ، إذ هو الآن كذلك .
هكذا نحن البشر .. لا نُدرك الأشياء إلا عندما ترحل عنّا ، فلا نتعظ من الموت كما يجب أن نفعل ، وكأن الموت خارج دائرة برنامجنا اليومي ، والحقيقة تقول : إن الموت زاد أخبارنا اليومي وكلامنا الذي لا ينتهي .. من بزوغ الفجر حتى أُفول الشفق عند المغيب.
آآآآآآآآآآآآآآه .. رحمتك يا الله
ما أصعب لحظة الذبول ! وما أقسى الفراق ! ، والرحيل ، وطول الغياب ، والوحدة ، والسكون في الظلام ، والعزلة .. كلها في القبرِ مجتمعة. " لا حول ولا وقوة إلا بالله " .
الذهولُ .. لازمني طيلة البارحة ، ولم يزل يؤرقني .. أعانني بالصبر ربي ، ولذوي المرحوم مثله والغفران .
وجه الشاب الباسم لم يفارق عصب رأسي ومسارات تفكيري ، حتى صُوره لم تعتقها أبداً خيالاتي .
كان الشاب بجمالِ روحهِ .. يُصّرُ على مصافحة عينّي كلما تقلبتُ ذات اليمين وذات الشمال على " الوسادة " ، وكأن " وسادتي " حائط كبير يعرض كل لوحات وجهه بالألوان ، لم تكن أبداً زاهية كما هي من قبل ، فليرحمه الله رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته .
لقد كان الشاب يتجول في أفقي على امتداد محيط الرأس ، وفي كل صورة له يظهر باسم الشفاه والمحيا .. والنشاط كان يعبق بالتفاؤلِ على جبينه - بالضبط - كما رأيته آخر مرة منذ أسبوعين. أما الآن فجبينه تلحف النعش وإلى دار البرزخ سار .. بلا عودة ، بلا وداع ، وبلا متاع يشفع له عند الله سوى عمله ، وطاعة الرحمن يوم كان من الأحياء كما نحن الآن . لله العزة ولنا الصبر على المصائب منه نطلبه والسلوان .
اليومُ .. وفي هذا الصباح الباكر أشرقت شمس الدنيا على غروب روح الشاب إلى حيث خالقها .
يا الله .. مع شروق الشمس .. شعرتُ بأنني أحمل في داخلي الكثير من الألم والتعب وحسرة في الخاطر لم تكن أبداً في الحسبان ، وهل بعد الموت خبر وبيان ؟ صحيح .. كفى بالموتِ واعظاً .
أخذ التفكير يرتشفني ، ويمارس عنفوان التركيز في عصب المخ .. على حقيقة الموت ، فبدأتُ أفكرُ بأن هذا الشاب الذي لا يحمل هموماً كحملي أنا .. بات اليوم من الأموات ، وأصيب بسكتة قلبية خطفت عمره بأمر الرحمن ، فمتى ستأتيني ؟ ، وهل أنا مستعدٌ لها ؟. سؤالان لي ولكم يا أحباب .. والإجابة لدى الخالق وحده فلنسأله الرحمة على عجل ودون غياب .
الحمد لله على قضائه وقدره .. اللهم لا اعتراض .
ما يؤلمني حقاً هو أنني لا أختلف عن الشاب كثيراً فكلانا متساويين ، إلا من الأنفاس .. إذ هي عندي متحركة ، بينما هي عند المرحوم في سكون – رحمة الله على الفقيد ، وإلى الجنان أدعو الله له ولي ولكل منْ أحب - .
إلى رحمة الله يا غازي العبد الله .