brain storm
26 / 06 / 2005, 33 : 10 AM
إعمال الفكر بين الواقع والمأمول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
لقد قيل يوما ، من تمنطق فقد تزندق .. والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا هو؛ هل المنطق والعقلانية من المحرمات على الشعوب العربية على وجه الخصوص؟. هذه المقولة نشأت وبرزت في العالم العربي فقط. والدليل على ذلك أنها لازالت مسيطرة عليهم في حين ان بقية دول العالم جعلت من المنطق والعقلانية أسلوبا ومنهجا للعمل الفكري والإبداعي بكافة صوره وأشكاله ، ونتج عنه كم هائل من العلو م والاكتشافات وتراكم هائل للمعرفة والخبرات.الشيء الغريب ان الكثير من الناس لازال لديهم نفس المفهوم الأخرق حول إعمال العقل والفكر وان ذلك من الزندقة وربما وصل ببعضهم ان يصفه بالإلحاد. وكأننا آمنا فعلا بتحريم إعمال العقل والبحث خلف معطياته. منهم من يقول ان المنطق يجرك الى عالم الفلسفة البغيض والغريب وهي بدورها ( الفلسفة) ترحل بك بعيدا عن الواقع مما ينتج عنه تشتت فكري واضطراب عقلي يفضي بك الى الإلحاد أو الزندقة وربما الجنون.هذا الأسلوب الأجوف للتفكير لا يصدر إطلاقا من أمة أو مجتمع مثقف، إنما يكون مصدره من تلك البؤر الاجتماعية المتخلفة والجاهلة والخائفة. وربما يسأل سائل مالمقصود بالخائفة؟ يطلق هذا التعبير على المجتمعات التي نشأت في ظروف غير طبيعية أو سوية كمجتمعات ما بعد الحرب( بعض منها) أو ما بعد الاستقلال ولا ننسى تلك المجتمعات التي ابتليت بأنظمة صارمة وطاغية لا يهما سوى تحقيق مصالحها على حساب شعوبها مهملةو مهمشة دور المجتمع في التطور والنهوض واللحاق بركب المجتمعات التي سبقتهم بعقود كثيرة. وهناك نوع آخر من المجتمعات لا يشكو من تلك العوائق المذكورة أعلاه، ولكنه تكون حديثا بعد ان كان شتاتا. وهنا تدخل عوامل أخرى قد تؤثر على المستوى الفكري والعقلي على مستوى المجتمع. منها قصر العامل الزمني لتكون المجتمع النفسي والعقلي، وكذلك مدى قدرة المجتمع على الاحتكاك مع المجتمعات الأخرى وتبادل الخبرات واكتساب المهارات والثقافات اللازمة للتواصل والتبادل مع الحضارات الأخرى. ويجب أن لا نغفل عاملا مهما هنا وهو مدى وكمية وكفاءة الموروث الماضي والسجل القديم للمجتمع وجذوره.وفي أحيان كثيرة يكون الخوف وعدم الرغبة في إعمال العقل من أهم العوائق والأسباب الرئيسية لتخلف المجتمع وضحالته أمام الشعوب الأخرى. وعندما يحاول بعض الأفراد التفكير بأسلوب منطقي أو عقلاني بحت ومجرد يجدون أنفسهم في مفترق طرق ، حيث انهم يكونون مثار سخرية وتهكم الأغلبية الجاهلة من العامية الى جانب انهم يصلون الى مرحلة لا يستطيعون إكمال العملية لسبب بسيط وخطير في وقت واحد وهو الجهل وعدم كفاءة أساليب التفكير المعتمدة وكذلك ضعف مستوى تراكم واختزان المعلومات والحقائق مقارنة بالشعوب الأخرى. وهنا يبرز عامل خطير أيضا وهو ضعف المستوى التعليمي والعملية الأكاديمية. فإما ان تكون المناهج قديمة وبالية عفا عليها الزمن وإما ان تكون محشوة بالغث دون السمين من الحقائق والمعطيات.كل هذه الأسباب والإشكاليات مجتمعة ترمي بثقلها على هامش حرية الفكر والإبداع لدى كل فرد وبالتالي يبدو المستقبل كنفق مظلم لا مخرج له.في بريطانيا وتحديدا في عام 2000 م ثارت ثائرة المجتمع على كافة أصعدته وأشكاله عندما نشرت دراسة أجرتها إحدى الجامعات مفادها ان عدد المفكرين والفلاسفة في تناقص رهيب في بريطانيا وان الإقبال بدا ينخفض على دراسة العلوم الفلسفية وما وراء الطبيعية.واتخذت الدولة ومؤسساتها عدة إجراءات لتقليل التدهور الحاصل في مجال علم الفلسفة. ويكفي هذا الكلام دليلا على ان الفلسفة وإعمال الفكر بالمنطق والعقلانية المجردة والبحتة من أهم أسباب تطور الفكر والإبداع وبقاء الحضارات.فهل سألنا أنفسنا كم مرة احتكمنا فيها الى العقل والتجرد لمراجعة أوضاعنا وتقييم أساليبنا ومدى قدرتنا على التكيف مع المعطيات والمتغيرات اليومية الحاصلة في هذا العالم الذي اصبح بفضل التقنية وتطور وسائل الاتصال قرية صغيرة بشكل لا يمكن تصوره. ولكن لا ننسى أننا لم نتعب أنفسنا بالمشاركة في صنع هذا التطور الهائل الحاصل على كافة المجالات ، بل فضلنا ان نبقى كما نحن مستوردين لما يبدعه وينجزه الآخـرون . وللأسف لم نصدر شيئا يذكر سوى تلك العقول المهاجرة.!!!!!!!!
تحياتي.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
لقد قيل يوما ، من تمنطق فقد تزندق .. والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا هو؛ هل المنطق والعقلانية من المحرمات على الشعوب العربية على وجه الخصوص؟. هذه المقولة نشأت وبرزت في العالم العربي فقط. والدليل على ذلك أنها لازالت مسيطرة عليهم في حين ان بقية دول العالم جعلت من المنطق والعقلانية أسلوبا ومنهجا للعمل الفكري والإبداعي بكافة صوره وأشكاله ، ونتج عنه كم هائل من العلو م والاكتشافات وتراكم هائل للمعرفة والخبرات.الشيء الغريب ان الكثير من الناس لازال لديهم نفس المفهوم الأخرق حول إعمال العقل والفكر وان ذلك من الزندقة وربما وصل ببعضهم ان يصفه بالإلحاد. وكأننا آمنا فعلا بتحريم إعمال العقل والبحث خلف معطياته. منهم من يقول ان المنطق يجرك الى عالم الفلسفة البغيض والغريب وهي بدورها ( الفلسفة) ترحل بك بعيدا عن الواقع مما ينتج عنه تشتت فكري واضطراب عقلي يفضي بك الى الإلحاد أو الزندقة وربما الجنون.هذا الأسلوب الأجوف للتفكير لا يصدر إطلاقا من أمة أو مجتمع مثقف، إنما يكون مصدره من تلك البؤر الاجتماعية المتخلفة والجاهلة والخائفة. وربما يسأل سائل مالمقصود بالخائفة؟ يطلق هذا التعبير على المجتمعات التي نشأت في ظروف غير طبيعية أو سوية كمجتمعات ما بعد الحرب( بعض منها) أو ما بعد الاستقلال ولا ننسى تلك المجتمعات التي ابتليت بأنظمة صارمة وطاغية لا يهما سوى تحقيق مصالحها على حساب شعوبها مهملةو مهمشة دور المجتمع في التطور والنهوض واللحاق بركب المجتمعات التي سبقتهم بعقود كثيرة. وهناك نوع آخر من المجتمعات لا يشكو من تلك العوائق المذكورة أعلاه، ولكنه تكون حديثا بعد ان كان شتاتا. وهنا تدخل عوامل أخرى قد تؤثر على المستوى الفكري والعقلي على مستوى المجتمع. منها قصر العامل الزمني لتكون المجتمع النفسي والعقلي، وكذلك مدى قدرة المجتمع على الاحتكاك مع المجتمعات الأخرى وتبادل الخبرات واكتساب المهارات والثقافات اللازمة للتواصل والتبادل مع الحضارات الأخرى. ويجب أن لا نغفل عاملا مهما هنا وهو مدى وكمية وكفاءة الموروث الماضي والسجل القديم للمجتمع وجذوره.وفي أحيان كثيرة يكون الخوف وعدم الرغبة في إعمال العقل من أهم العوائق والأسباب الرئيسية لتخلف المجتمع وضحالته أمام الشعوب الأخرى. وعندما يحاول بعض الأفراد التفكير بأسلوب منطقي أو عقلاني بحت ومجرد يجدون أنفسهم في مفترق طرق ، حيث انهم يكونون مثار سخرية وتهكم الأغلبية الجاهلة من العامية الى جانب انهم يصلون الى مرحلة لا يستطيعون إكمال العملية لسبب بسيط وخطير في وقت واحد وهو الجهل وعدم كفاءة أساليب التفكير المعتمدة وكذلك ضعف مستوى تراكم واختزان المعلومات والحقائق مقارنة بالشعوب الأخرى. وهنا يبرز عامل خطير أيضا وهو ضعف المستوى التعليمي والعملية الأكاديمية. فإما ان تكون المناهج قديمة وبالية عفا عليها الزمن وإما ان تكون محشوة بالغث دون السمين من الحقائق والمعطيات.كل هذه الأسباب والإشكاليات مجتمعة ترمي بثقلها على هامش حرية الفكر والإبداع لدى كل فرد وبالتالي يبدو المستقبل كنفق مظلم لا مخرج له.في بريطانيا وتحديدا في عام 2000 م ثارت ثائرة المجتمع على كافة أصعدته وأشكاله عندما نشرت دراسة أجرتها إحدى الجامعات مفادها ان عدد المفكرين والفلاسفة في تناقص رهيب في بريطانيا وان الإقبال بدا ينخفض على دراسة العلوم الفلسفية وما وراء الطبيعية.واتخذت الدولة ومؤسساتها عدة إجراءات لتقليل التدهور الحاصل في مجال علم الفلسفة. ويكفي هذا الكلام دليلا على ان الفلسفة وإعمال الفكر بالمنطق والعقلانية المجردة والبحتة من أهم أسباب تطور الفكر والإبداع وبقاء الحضارات.فهل سألنا أنفسنا كم مرة احتكمنا فيها الى العقل والتجرد لمراجعة أوضاعنا وتقييم أساليبنا ومدى قدرتنا على التكيف مع المعطيات والمتغيرات اليومية الحاصلة في هذا العالم الذي اصبح بفضل التقنية وتطور وسائل الاتصال قرية صغيرة بشكل لا يمكن تصوره. ولكن لا ننسى أننا لم نتعب أنفسنا بالمشاركة في صنع هذا التطور الهائل الحاصل على كافة المجالات ، بل فضلنا ان نبقى كما نحن مستوردين لما يبدعه وينجزه الآخـرون . وللأسف لم نصدر شيئا يذكر سوى تلك العقول المهاجرة.!!!!!!!!
تحياتي.....