المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحريه ..هذا المصطلح الغامض..!!!


brain storm
15 / 06 / 2005, 11 : 09 PM
خلص بعض المفكرين وبعد جهد وبحث شديدين (عبر اجيال وازمان متعاقبه) الى نتيجة مفادها ان هامش السعادة يزداد بازدياد هامش الحرية لدى الفرد ..لم يأتوا بجديد اليس كذلك؟!ربما تكون الحرية هي اقرب طريق منطقي الى السعادة وربما تكون هي السعادة ذاتها و ربما تكونان وجهان لعملة واحدة هي الحياة. خلق الانسان حرا وقد شن عبر تاريخه القاسي حروبا واعلن قيام الكثير من الثورات باسم الحرية..الكل استغل مصطلح الحرية لتحقيق اهدافه اولا ثم مجتمعه ثانيا ان امكن له ذلك! كثير من المجتعات استيقظت لتجد نفسها ترزح تحت وطاة الظلم والطغيان من مجتمعات اخرى مجاروة او بعيدة!!وعندما تنبه افرادها الى ان مفهوم الحرية كان عائما ومموها وبعد مقارنات كثيرة استقر رايهم على اعلان الثورة وشن الحرب..ومن اصعب المواقف على الانسان مصادرة حريته من قبل الاخرين اما بالاستعباد او الظلم او حتى الاستغفال!!
والحرية مفهوم نسبي ولكنه واسع جدا وخطير وقد يتشعب لدرجة تختفي فيها معالم الحرية لنصل بعدها الى تخوم العبودية او مصادرة الحقوق البشرية والحيوانية في احيان كثيرة للاسف!
من ابسط التعريفات للحرية هو انها فعل المرء ما يشاء اينما يشاء وقتما يشاء!!والسؤال هنا هل المقصود هو اطلاق الفعل التام أي الفعل المطلق كيفما يحلو للمرء ام ماذا؟؟
قد يقول بعضهم :ان الحرية هي مطلق الفعل كما يحلو للشخص دونما اعتبار للآخرين الذين يتقاسمون معه العيش على هذا الكوكب قريبين كانوا او بعيدين! او ليس هذا منتهى الاجحاف؟؟بلى ،ولن يجادل في هذا الا شخص مكابر او اناني لا هم له الا تغليب مصلحته دونما اعتبار للآخرين ( وللاسف فهذا حال الكثيرين من سكان الوطن العربي من أهل المال والعلم والسلطة والنفوذ)!!!لو اعتبرنا تجاوزا ان هذا هو الاصطلاح الصحيح لتعريف الحرية، عندئذ نكون امام معضلة كبيرة وهي ان الحرية صارت مقيدة الى فئة دون غيرها وللاسف لصالح فئة قليلة العدد كثيرة النفوذ والمال كما تقدم، وعليه ينتفي مفهوم الحرية بالنسبة لذلك المجتمع!! اذ كيف تعرف الحرية بينما تكون الاغلبيية منهم ترزح تحت الظلم والطغيان والاذى الجسدي والمعنوي من قبل تلك الفئة!!وقد يضطرب المجتمع برمته وتعمه الفوضى وينتج عن ذلك حرب شرسة بين طبقات ذلك المجمتع وتفكك خلقي وادبي ومادي رهيب قد يؤدي في النهاية الى حرب حقيقية او ضعف عام لذلك المجمتع مما يجعله فريسة سهلة للمجتمعات المجاورة ولنا في التاريخ الكثير من العبر!!
وقد يقول البعض الآخر:ان الحرية نسبية ومقننة! ماذا يقصدون من وراء هذا؟؟ان أي تقييد او تحييد لمفهوم الحرية عن اطاره الشمولي قد يعرض المفهوم الى شيء من الخلل والضبابية !ولو سلمناجدلا ان التقنين والتنميط لمفهوم الحرية سيسهل تطبيقه واعتناق الناس له.لكان السؤال الذي يطرح نفسه بشدة هنا هو:اليس التقنين والتعديل وكذلك التنميط في مفهوم الحرية نوعا من التقييد والحد من الحريات؟؟اوليست القوانين البشرية والاخلاق المدنية التي تعدل يوما بعد يوم حسب الاهواء والنظريات نوعا آخر من تهميش الحرية وتقييدها؟؟1ذن فالقانون والنظام الوضعي وكذلك الدستور ليس الا تهميشا وتضييقا لمفهوم واسع اسمه الحرية؟؟!
ونعود ادراجنا الى البداية لنتساءل أي الفريقين على صواب وايهما مجانب للحقيقة؟؟لو تمعنا وتفحصنا حال الفريقين لوجدنا ان كلا وجهتي النظر تغص بالكثير من الالم والشقاء في احيان كثيرة ،وقد يكون السبب والعلة هو ذلك التوزيع غير العادل للحريات باعتبار السلطة المانحة للحرية ليست الا مجموعة من البشر تغلب عليها الانانية والشهوات والرغبة في التملك والاستعباد وان كانت تتخفي (الرغبة الاخيرة خصوصا) تحت ستار المدنية والراسمالية وغيرها من الشعارات الجوفاء .وقد يتساءل البعض منا عما اذا كان هنالك مصدر كوني شامل ومطلق للحرية!وللرد عليه يجب توضيح الاتي:في عالم الملكوت الاعلى حيث الحقيقة المطلقة والحرية المطلقة كل هذا التنظير الذي ذكرناه قد يكون يكون صحيحا جدا بنسبة تقترب من المائة في المائة! اما في العالم الارضي عالم البشر فكل شيء نسبي ذو ابعاد محدودة. وعليه فان أي حرية يتشدق بها البعض ليست الا تغليبا لبعض المباديء على حساب البعض وتهميشا لفئات كثيرة لحساب تمجيد فئة صغيرة تسعى وتتطلع للتملك والتحكم والسيطرة دونما اعتبار لتطلعات واحلام الاغلبية وتتخذ من هذه الشعارات الجوفاء مخدرا قوي المفعول لتحقيق الهدف المنشود!!
هنالك امثلة كثيرة نذكر بعضا منها :المدير في مؤسسته يتشدق بالحرية امام كل موظف لكنه يسلبهم هذه الحرية عند اقل انتقاد او طلب تعديل بعض من افكاره ونحوه..رجل الدين ( البعض منهم) يدعوا للوسطية ونبذ التطرف لكنه يثور ويشعل فتيل الازمة عند الاعتراض على بعض افكاره او ظهور حجة جديدة قد تنسف ما سبق من الاحكام ونحو ذلك..ومثل ذلك الدول التي يطلق عليها العظمى وهي ليست كذلك عندما تقحم نفسها في شؤون الدول الفقيرة ودول العالم الثالث بحجة التطوير والديموقراطية والهدف من وراء ذلك واضح وضوح الشمس (ولا يخفى الا على جاهل)وهو امتصاص مقدرات الشعوب النامية واستنزاف مواردها من اجل رفاهية شعوبهم هم كنوع من التعويض لدافعي الضرائب.ولم اشاهد او اسمع عن حرية شاملة لديهم اللهم الا من بعض الجزئيات والهوامش في مجال البحوث والدراسات وشيء من حرية منحلة خلقيا واجتماعيا اما غير ذلك فهم ما زالوا ينظرون ويغيرون ويبتدعون انماطا جديدة لتلك الحرية المقيدة وكل ذلك لتتماشى مع اهدافهم وتطلعاتهم وخصوصا فئة الصناعيين والمصرفين لا أكثر!!!