المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فــــخ الســـعادة


Over Magic
10 / 06 / 2005, 39 : 06 AM
[line]




بسم الله الرحمن الرحيم

(سبحان ربي الأعلى وبحمده)


الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.


أخوانـــي وأخواتــــي الأعــــــزاء

الســــــــلام عليــــــكم ورحمــــــة الله وبركاتـــــــــه :



لم أفكر كثيراً في البداية لهذه المقالة أو قد تمنحوها ما شئتم من التسميات. فكل التسميات لما نكتبه تنساق لتعود لموطنها. إلى إحساس كامن في حنايا وجدنا والذي يدفعنا للكتابة أو لأي عمل آخر نحاول به أن نعبر عما بداخلنا.

لم أعطي لمشاعري فرصة كي تترتب الكلمات التي سوف تتحول حروفها لتعود كما بدأت.كعلامات ورموز وشفر تقرأها حواسنا، تترجمها عقولنا.

قد دفعت بالقلم لينطلق دون وجهة، ودون أن أرسم له خط ذهاب وعودة. فكل ما أحسست به في هذه اللحظة هو الرغبة في الكتابة. فقد تهيأت لي الأسباب والمعطيات والمتطلبات الخاصة بي. كأجواء تتهيأ لكل شيء.

ارتشفت من فنجان القهوة الآن رشفة.

ولحظة ارتِشَافهِ تَبسمْت. لأن رغبتي في الحصول على فنجان قهوة في هذه الأجواء قد استطاع أن يصف تماما ما أود وصفه برغبة الكتابة. وهي رغبة للحصول على بعض الهدوء والسكون.

فقبل أن أبدأ بالكتابة كنت أفكر بِكُمْ، وتذكرت بأنني ومن البدء قد وعدتكم وعداً صامتاً بأن يكون لي معكم موضوعاً خاصاً جداً. ليس شعراً .. وليس نثراً . كأول موضوع أضعه خارج " حوارات المشاعر" ألا أنه لا يخرج المرء عن تلك المشاعر مهما توجه وحيث أتجه.

لقد انتهى فنجان قهوتي.
لقد كان بالفعل لذيذا.
وهنا أنا أدرك وجه الشبه بين : شرب فنجان قهوة لذيذ وممتع، حيث البحث عن أي مصدر من مصادر المتعة .. وهي كثيرة جدا ..

وبين : الرغبة في عمل أي شيء يجعلك تشعر بالراحة المؤقتة ثم تنتهي. وفي بعض الأحيان نطلبها حتى وإن كانت خطأ.

لتحمل في النهاية نفس المعنى .. متعة مؤقتة تنتهي بعد انقضائها ..

بيد أن الفرق بينهما قد يكون أحيانا أكبر وأعمق وأخطر. فقد لا ندرك بأننا قد علقنا في " فخ " صنعناه بأيدينا إلا متأخراً جداً، وقد يجهدنا ويعينا الخروج منه. وقد يكلفنا وقتاً ينقضي ونحن في تعاسة وشقاء.

إنها طبيعتنا البشرية.. نشعر بأننا نرغب في عمل أي شيء لنحصل على متعة. والمتع مختلفة ومتعددة. أبسطها رغبة في أن ننعم بلحظة هدوء وراحة.

لا أظن بأن أحدا يملك مفاتيح أبواب تلك اللحظة " الســــعادة ". وذلك لأن أبوابها وببساطة ليس لها مفاتيح. بل رموز وشفر متناهية التعقيد على الصعيد الفكري أجمع. وأن محاولة فكها برغبة متهورة قد يفتح لنا باباً له نفس معطيات السعادة والراحة من الملامح والإحساس المطلوب. ولكن ... وبمجرد أن تنتهي تلك اللحظة، سنكتشف الفخ الذي علقنا به، ونكون نحن من هيئ له الأجواء. وقد لا تستطيع الخروج منه بسهولة. وهنا قد نخدع أنفسنا بفخ آخر، وهو أن نضع لأنفسنا أعذارا نلقيها على مسميات أخرى بدءاً بالظروف وانتهاء بالظلم ..

لا .. لن نلقي في داخلنا باللوم على شيء إلا أنفسنا مهما اختلفت الأعذار والأسباب.

إن الرغبة في محاولة الحصول على السعادة هي كفيلة الوقت. وليست السعادة ملك أيدينا. بل أن حل رموز وشفر ذلك الباب يعتمد على قواعد إلهية كبيرة وعميقة ومعقدة وخطيرة. والأخطر هو العبث بها حتى وإن كانت المحاولة هي رغبة في الوصول لإحساس السعادة للحظات فقط. فقد يكون الثمن غالياً جدا. وهو ليس فقط ما سندفعه من تعاسة وعذاب. بل الوقت.. فالوقت الذي نستكثره في تحمل مشاق الحياة، قد ندفع أضعافه فقط لنجد السبيل للخروج من الفخ الذي وقعنا فيه. فالوقت لن يتوقف كي يسمح لنا بذلك. فلا بد من أن ندفع ضريبة العبث بحق من حقوق الوقت أو الزمن.( وهو سجن عن الاستمرارية مع طبيعة الوقت).

والسؤال هو .. متى نشعر بالسعادة .... ؟

أعتقد أنه سؤال لا يجب طرحه الآن. بل علينا أن ندع الوقت يمضي في طريقه، ويدور في دائرته الطبيعية، حتى يصل إلينا. ويقضي بما يحمله لنا. وعلينا تقبله برضا دون اعتراض.
فهو يحط عندنا حاملا معه صنفاً من أصناف الحوادث والحالات اليومية. وعلينا تقبلها دون جدل. كأننا إذا ما شعرنا بالجوع كان علينا التوجه إلى مطعم محدد، لا يوجد به بطاقة اختيار الطعام الذي سوف نتناوله. بل علينا تقبل الصنف المقدم مهما كان، لأنه الموجود لنا هذا اليوم.
و إلا .. وإذا ما استرقنا النظر لما قد قٌدم من أصناف أفضل لغيرنا من البشر دون الرضا بما قدم لنا، فقد بدأنا بالعبث برموز وشفر باب السعادة.
والنتيجة ....( فخ ) لا نعلم متى ينتهي ولا نعلم كيفية الخروج من ألُمه...

ولكن إذا ما أردنا التحديق لما قدم للآخرين من حولنا فعلينا أن نكون عادلين ومنصفين. فهناك من قُدم لهم أقل مما قُدم لنا. ولكن الفرق أنهم لا يحدقون بأحد.

والسؤال .. لماذا نعتبر أن ما يقدم لنا أقل ؟

لماذا نعتبر أن ما يقدم لغيرنا أفضل ؟

لقد أدركت مؤخراً أن هناك نوعاً من إحساس السعادة يمكننا أن نحصل عليه. وهو في البحث عن السمات الجيدة التي تكمن داخلنا.
فلكل شخص منا سمات خاصة به، والتي أنعم الله بها عليه. فإن استطاع أن يجتهد في إيجادها، وتدريب نفسه على استخدامها بشكل إنساني متزن، فقد تُحقق له القدرة على التكيف بشكل جيد مع الظروف. وبالتالي سننعم بإحساس نعلم يقيناً أن اسمه " الرضــا ".

فالمحاولات التي تكون فعالة لإيجاد الفرص عبر تلك السمات، لهي كفيلة النجاح. فرغم أنها قد تكون مرهقة. ولكنها بالفعل بذرة الإحساس بالسعادة الحقة. لأنها تحقق لنا المتعة أيضاً .. فقط إذا ما أُخِذَت بمعطيات سليمة وعلى أسس وقيم ومفاهيم صحيحة. فإن النجاح الذي يأتي بعد جهد ونصب، لهوَ متعة للنفس وسعادة حقيقية للروح.

أما إن انحدرت رغباتنا إلى مهاوي النفس الأنانية والجشعة. فالإحساس الوحيد في النهاية هو تحمل مسئولية ضياع الوقت، وجعله يمر أمامنا حاملاً السعادة. ولا توجد إمكانيات أو استطاعة لقطف تلك الثمرة. فقط لأن ذلك ( الفخ ) قد أصبح حاجزاً وحاجبا عنها. وذلك كان ضريبة العبث برموز باب السعادة.

ولنتذكر .... ولنحذر .. فليس هناك ضمانات لنا بطول الحياة لنحيا فنسعد.

ولكن الحل الوحيد الذي أراه لكسب آخر جولة مع الوقت هو أن نسبقه. فلكي نحقق ولو بعض من السعادة في الحياة نحط نحن عند الوقت بما نحمل، قبل أن يحط الوقت عندنا بما يحمل. فنكون قد أخذنا الحيطة له.
فإن كان ما سَيُقَدَم لنا لا نستسيغ مذاقه، فسوف نكون قد جهزنا بعض من البهارات لنستسيغه ونهضمه.
وإن كان ما سيحمله طيب المذاق نكون قد تجهزنا له وهيئنا له الظروف والأجواء ليكون أجمل. فيطيب لنا أكثر. وأن نحمل من القوة والعزيمة والصبر على الآتي أكثر.

ولن نستطيع سبق الوقت إلا بالشعور بالرضا. هذا ما نستطيع عمله بعون الله لنتغلب عليه واجتيازه للوصول للسعادة حتى وإن كنا قد وقعنا بغفلة في فخ.

ولكن ما قد يطمس ملامح السعادة الحقيقية عنا، هو النظر والطمع إلى من يقدسون الدنيا وقوانينها، أو الإعتقاد الجازم في أن السعادة فيما قد ملك الغير من أمور مادية.
وحينها لن ندرك الفرق بين السعادة الحقيقية والوهم. لأننا محتجزون في فخ لم نكتشف بعد أننا وقعنا به.


قال الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .

وقال تعالى

لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .


( صدق الله العظيم )

أخواني وأخواتي الأفاضل ،،،

أتمنى أن يكون الموضوع قد حاز على استحسانكم ...

وأسأل الله تعالى لي ولكم دوام السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة ... وأن يبلغنا السعادة الدائمة ... اللهم آمين.

شاكراً لكل من تفضل بقراءة الموضوع. واعتذر عن الإطالة ...

إلى أمل اللقاء بكم قريباً.

إلى ذلك الحين ....

تقبلوا مني خالص تحياتي وأعمق تقديري،،،

المخلــص دومـــا

أخـيــOVER MAGICـــكم

البحر المحيط
10 / 06 / 2005, 32 : 05 PM
اخي :over Magic
بعد التحيه
السعادة كالدنيا : لا تبحث عنها = تحصل عليها

ومن بحث عن الدواء قد أمن بالمرض .

وكما قيل :

الأ أن طريق الراحة التعبُ

لك كل تحياتي وشكري على هذا الموضوع القيم

Over Magic
14 / 06 / 2005, 16 : 10 AM
أخــي الكـــريم

البحــــر المحيــــط

حفظــــــك الله ورعــــاك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد راقني من تلك المقولة أمر وأوافقك عليه، في أن السعادة تحصل عليها. ولكنني بالفعل توقفت عند مقولة " لا تبحث عنها " وإنني لأصدقك القول يا أخي الكريم فعلى قدر محاولتي الجادة في أن أقتنع بتلك الفكرة ألا أنني وجدت متعارضات كثيرة لها بحسب فهمي المتواضع لتلك الجملة.
فحين نظرت لمطلب أي منا لمتعة يبحث عنها وهي جمة، ومختلفة. فمنها المباح والجائز، ومنها المكروه والمُحرم. نجد أنها جميعاً مطالب للشعور ببعض السعادة، بغض النظر عن ماهيتها وأشكالها وحالاتها. حيث أننا نجد - على سبيل المثال - في كرة القدم متعة وحين يتغلب فريقنا على الفريق الخصم نجد أننا قد نقفز فرحاً من السعادة التي تغمرنا حينها وإن كانت مؤقتة. فإنني أجد كذلك في أن ذلك اللاعب بحث عن متعة أيضاً في تلك الرياضة وقد كانت سببا في إحساس بالسعادة لحظة تسجيل الهدف. والأمثلة كثيرة أيضاً في ذلك الخصوص.

أنا لا أعترض معك في مقولتك فأنا أجدها سليمة جداً أيضاً في بعض المواقف. حيث أقول لمن يبحث عن السعادة في غير محلها " لا ترحل لتجد السعادة. فهي قد ترحل من المكان الذي قد توجهت له. في حين أنها قد تحط حيث أنت".

أخي الكريم " البحر المحيط " لقد أثريت فكري بتلك المداخلة، التي حثت بالفعل على أبعاد فكرية جديدة.

أتنمنى أن ينال ردي على إستحسانك. وفي إنتطار مداخلتك إن كان لك أي تعليق على الرد.

شاكر لك مرورك سيدي.

وتقبل من أخيك جل الاحترام والتقدير لشخصك الكريم.

أخيك

Over Magic